الأربعاء، 3 نوفمبر 2021

تلخيص مؤلف "ظاهرة الشعر الحديث" الفصل الثالث: تجربة الحياة والموت

Brandon's Baseball Cards - Buy Cards, Baseball News, Card Prices ...

 


الفصل الثالث: تجربة الحياة والموت.

يتمحور هذا الفصل حول موضوعات وقضايا مرتبطة بالحياة والموت، من بينها التحول عبر الحياة والموت،ومعاناة الحياة والموت، وطبيعة الفداء في الموت وجدلية الأمل واليأس، وقد ارتبطت هذه الموضوعات بشعراء كبار مثل: أدونيس وخليل حاوي وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي.

يرى المجاطي انه إذا كان الإحساس باليأس قد ولد الشعور بالغربة في المرحلة التي عُرفت في التاريخ العربي الحديث بالنكبة، فان هذا الإحساس ذاته قد أثمر خلال الستينات والسبعينات شعورا بالموت، تولدت عنه رغبة قوية في البعث والحياة والتجدد. وانطلاقا من التجارب الشعرية التي يتناولها المجاطي بالنقد والتحليل في هذا الفصل يتبين أن الشعراء الحداثيين قد توحدوا في الإحساس بالموت والضياع، غير أن هذا الإحساس لم يكن يعني لديهم نهاية الذات ونهاية الحضارة العربية، بقدر ما جسد إيمانا قويا بفكرة أن الانتقال الحضاري وتجدد الواقع، لا يمكن أن يتما إلا من خلال الموت، بهذا المعنى لاحظ المعداوي تميزا في علاقة كل شاعر من هؤلاء الشعراء بالواقع العربي المنهار والحضارة المنهزمة.

  • مبدأ التحول عند أدونيس

فأدونيس عني أكثر من غيره بموضوعة التحول عبر الحياة والموت، خاصة في ديوانيه الصادرين اثر نكبة 1967: "كتاب التحولات والهجرة في أقانيم الليل والنهار" 1967 وديوان:" المسرح والمرايا" 1968. وفيهما يتجلى مدى ارتباط الشاعر بذات الأمة العربية الذبيحة في حالتي الموت والحياة، فالشاعر ذات محتقنة بالحضارة العربية قبل تعرضها للانكسار الحضاري أمام تسلط سيف الامبريالية الاستعمارية. فادونيس يشخص في أشعاره جدلية الإنسان المتأرجحة بين الحياة والموت كما في قصائده: الرأس والنهر، وتيمور ومهيار، والسماء، وفي هذه القصائد يعبر عن موقفه من الواقع العربي؛ الذي يأمل أن تعود إليه الحياة والقوة، فالشاعر جزء من واقعه الميت، إلا انه يشعر بالتميز سواء في علاقته بذاته أو بالواقع العربي المكلوم.

 ونجد موضوعة الموت والحياة في شعر أدونيس تتجسد في مسارين اثنين: الأول مسار ينطلق فيه الشاعر من الحيرة والسؤال، باحثا عن وسيلة للبعث، والثاني مسار اكتشاف مفهوم التحول حيث يموت وجود قائم قاتم ليحل محله وجود آخر باسم.وهكذا تستمد فكرة الحياة والموت قيمتها من المسار الثاني الذي يعتمد مفهوم التحول، وهو مفهوم طبع شعر ادونيس خاصة في قصيدته: تيمور ومهيار؛  حيث يمثل مهيار رمزا للشعب والحياة، في حين يمثل تيمور رمزا للاستعباد والقهر والموت.

  • المعاناة في الحياة والموت عند خليل حاوي

أما إذا انتقلنا إلى الشاعر خليل حاوي فقد عبر في شعره عن مبدأ آخر غير مبدأ أدونيس وهو مبدأ المعاناة، وذلك في دواوينه التالية: نهر الرماد، الناي والريح، بيادر الجوع، وفيهم يعبر الشاعر عن معاناة حقيقية للخراب والدمار والجفاف والانهزام. وهكذا يشكل مبدأ المعاناة بديلا لمفهوم التحول الأدونيسي، وتعود قيمة المعاناة عند خليل حاوي إلى أمرين اثنين هما: التوافق القائم بين المعاناة وحركة الواقع، وقدرة الشاعر على تجاوز ذلك الواقع المنهزم المأسوي وتخطيه.

  • طبيعة الفداء عند بدر شاكر السياب

أما بدر شاكر السياب فليس غريبا أن يحتفي بموضوعة الموت احتفاءً قل نظيره، فشدة المرض والمعاناة جعلته يرى في الموت خلاصه، ومن ثمة اخذ الموت صبغة الفداء، إذا يعتقد أن الخلاص لا يكون إلا بالموت، غير ان السياب لم يجعل الفداء في الموت مجرد معنى خافق في النص، وإنما صاغ له من اللغة والإيقاع والصور ما يزيده قوة ورعبا، فهناك توظيف الصيغ الأسطورية، قصد تشخيص واقع الأمة العربية وصراعها مع أعدائها الذين شبههم السياب بيهوذا في صراعه مع السيد المسيح. كما في قصائده: النهر والموت، قافلة الضياع، رسالة إلى مقبرة...وهكذا تكمن قيمة طبيعة الفداء في الموت عند السياب، أنها جعلته ينتقل من موته الفردي، إلى إدراك الصلة بين موته وموت الأمة العربية، وهو ما أسعفه يقينا على تتبع معاني الحياة والموت على مستوى الذات والواقع.

  • جدلية الأمل واليأس عند عبد الوهاب البياتي

-        أما البياتي فتتسم أشعاره بجدلية الأمل واليأس كما يظهر ذلك جليا في ديوانه: الذي يأتي ولا يأتي، ويلاحظ الدارس أن هناك ثلاث منحنيات في جدلية الأمل واليأس في شعر البياتي:منحى الأمل: حيث الشاعر مناضل مقاوم يخوض معاركه لكي تنتصر الحياة على الموت(كلما خيم ليل.. فجرت بغداد في محنتها فجر ضياء)(بغداد ما نامت.. وها أنذا أراها في ضحاياها تسير)،  ومنحى الانتظار بخطوطه الاربعة: حيث الانبعاث مؤجل، وانتصار الحياة على الموت بعيد. وأخيرا منحى الشك: وفيه يكشف الشاعر عن زيف الواقع، وينتهي إلى أن النضال العربي زائف، لأنه ليس مرتبطا بالموت، فلا بعث بدون موت.

هذا وقد جسد عبد الوهاب البياتي في أشعاره حقيقة البعث من خلال خطوط أربعة هامة، وهي خط الحياة وخط الموت، وخط السؤال وخط الرجاء، وكل هذا يرد في جدلية منحى الأمل واليأس.

وعلى العموم فواضح أن هؤلاء الشعراء المحدثين يلتقون عند موضوعة الحياة والموت، ولقاؤهم هذا هو سبب إدراكهم المتشابه لواقع ما بعد النكبة؛ إدراكا عميقا وواعيا، يلتقي فيه الوعي الفردي بالوعي الجماعي وتتداخل فيه الأزمنة والأمكنة، وتتحد في موقف موحد أملته الرغبة في الحياة والانتصار على رموز الموت.

  • عوامل عدم وصول الشعر الحر إلى الجمهور 

وقد اختتم المجاطي هذا الفصل بجملة منجدلية الأمل واليأس العربي يمكن إجمالها فيما يلي:

*عامل ديني قومي: يتمثل في الخوف الشديد من أن يكون وراء هذا التيار الشعري ما يسئ إلى الشخصية العربية الإسلامية، أو الاجتراء على التراث.

* عامل ثقافي: يتمثل في رفض عينة من الشعراء لأية محاولة تجديدية نظرا لاقتناعهم المطلق بجمالية الشعر العربي القديم.

*3- عامل سياسي:ويتجلى في خوف الأنظمة العربية من المضامين الثورية التي دارت حولها بعض الأشعار الحديثة، بل ثمة مصادرة بعض الدواوين وسجن عدد كبير من الشعراء وحرم آخرون من حريتهم في التعبير عن واقعهم المهزوم.

* عامل حداثة تقنية الشعر الحديث: إذ الوسائل الفنية والجمالية التي توسل بها الشعراء الحداثيون حالت بينهم وبين الجمهور العربي، الذي استعصى عليه فهم بعض هذه الأشعار، وعدم قدرته على تمثل المضامين الثورية التي يزخر بها هذا الشعر.

ليست هناك تعليقات :

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونة عبد الواحد البرجي