الأحد، 20 مارس 2016

قصة "دعاء" للتلميذة خولة جبال




دعاء
دعاء فتاة تعيش عقدها الثاني، تقطن في منزل يبعد عن المدينة بنصف ساعة. . وفي ليلة ممطرة، كانت تشاهد التلفاز في غرفتها و تدردش في مواقع التواصل الاجتماعي و تأكل الفشار كعادتها، فجأة سمعت جرس الباب يرن، كانت تظن أنها خدمة توصيل البيتزا، لكنها لم تجد أحدا أغلقت الباب ثم عادت إلى غرفتها، كانت تشعر بالقلق و الخوف لأنها كانت وحيدة في البيت. حاولت الاتصال بصديقتها غير أن هاتفها كان خارج التغطية بسبب الأمطار الغزيرة التي تهطل ساعتئذ.
أغلقت دعاء غرفتها و جلست فوق سريرها تنتظر عودة والديها، فجأة انقطع التيار الكهربائي عن البيت بأكمله، أسرعت دعاء للاختباء تحت سريرها. سمعت صوت خطوات صاعدة في الدرج، حاولت عدة مرات الاتصال بالشرطة و لكن بدون جدوى، كانت ترتجف خوفا لأن الخطوات كانت تقترب من غرفتها..
 عادت الإنارة إلى البيت و فتح باب غرفتها، اندهشت دعاء عند رؤيتها لصديقتها سارة و صرخت قائلة: كيف تمكنتي من الدخول إلى البيت و الباب مغلق ؟ فأجابتها بأنها وجدته مفتوحا.
وفي تلك الأثناء سمعتا صوت الباب يغلق، فتوجهتا نحو الأسفل لتفقد المنزل، ذهبت سارة نحو المطبخ و حملت سكينا، سمعت دعاء حديثا في غرفة الضيافة، كان الخوف والقلق يخيم على وجهيهما، حاولت دعاء الاتصال بوالديها، فجأة سمعت رنة موبايل أمها، اتجهت نحو الصالة فإذا بعائلتها تفاجئها بحفل ميلادها،  وبينما كانت دموع الفرح تغمرها،  تقدمت سارة بالسكين نحو جدة دعاء لتقطيع الحلوة.
خولة جبال  تلميذة في السنة الثانية باكالوريا  علوم إنسانية ، بششاوة 

السبت، 19 مارس 2016

عين على كتاب "المسدس والكتاب" قراءة في رواية "اللص والكلاب "



           يعد كتاب المسدس والكتاب قراءة في  رواية اللص والكلاب للناقد والمترجم الدكتور عبد الجليل بن محمد الأزدي مؤلفا رصينا وذا سبك متين، سواء من حيث موضوعُ اشتغاله أم من حيث منهجه المتبع في الدراسة، وهو كتاب قمين بالقراءة العالمة لاسيما أنه قراءة نقدية منهجية لرواية  اللص والكتاب للروائي الكبير نجيب محفوظ، قراءة اتسمت بمنطق الأخذ بالأهداف والمقاصد التعليمية والتربوية والكفايات المنهجية والثقافية، سعيا إلى تنظيم العلاقة التواصلية أو الحوارية بين الباحث والقارئ.  
            وقد صدر هذا الكتاب في 2007  من القطع المتوسط، ويضم بين دفتيه مائة وأربع وأربعين صفحة وزعت إلى سبعة فصول يتقدمها الإهداء والشكر ومقتبسات والتقديم الذي كتبه النقيب إبراهيم صادوق بعنوان قراءة بأصوات متعددة، فضلا عن مفتتح ضمنه الناقد محمد بن عبد الجليل الأزدي أجوبة عن سؤال ما الرواية؟، و يتأخرها ملحق ببليوغرافي لأعمال نجيب محفوظ وقائمة بيبليوغرافية للكتاب وفهرس مواد القراءة.
             وهذا الكتاب  يأتي في سياق سلسلة من الإصدارات العلمية القيمة التي شكلت محور الإشكالات التي اهتم بها الكاتب، ومنها ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ: الأدب الواقع (1992)، خطاب الحكاية بحث في المنهج (1996)، ياكبسون أو البنيوية الظاهراتية (1999)، البربر البرغواطيون بالمغرب (1999)، أمالي الطرابلسي الأمجد (2001)، النقد والعلوم الإنسانية (2002)، العجيب والغريب في إسلام العصر الوسيط (2002)، عولمة الثقافة (2003)، التحليل النفسي والأدب في النظرية والممارسة( 2005).


عتبات النص
            إنه من الأليق والأسنى أن نقف متأملين بمنظار السميائي عتبات مؤلّف المسدس والكتاب قراءة في اللص والكتاب قبل أن نشرع في تقديم تقرير موضوعي يوائم القيمة العلمية للكتاب، ذلك أن عتبات النص لامحيد لنا من دراستها، سيما وقد أضحت بمثابة السياج الذي يحيط بالنص، بل البوابة التي ننفذ من خلالها لمساءلة النص وتذوق لذته، وعليه فإن أول ما يطالعنا هو غلاف الكتاب الذي يمكن أن نميز فيه بين المكتوب والمرسوم.
·      أولا: على مستوى المكتوب:
           نلفي اسم الكاتب ( عبد الجليل بن محمد الأزدي ) مدونا في أعلى الصفحة من جهة اليمين وبخط أسودَ بارز، وفي هذا إظهار لقيمة الكاتب العلمية المرموقة ولعلاقة الأبوة التي تجمعه بالكتاب، إذ لا يشكل هذا الكتاب إلا نزرا واحدا من الإنتاج العلمي الغزير الذي خلفه الناقد الدكتور عبد الجليل بن محمد الأزدي أما كون العنوان في أقصى اليمين فدال على رؤية الكاتب الشمولية للموضوع المدروس روية اللص والكلاب
           يتكون عنوان الكتاب من عنوانين أحدها رئسي والآخر ثانوي؛ فأما الأول المسدس والكتاب  فنجده يتوسط الصفحة من الأعلى مشكلا بذلك محور التوازن الذي سارت في سردابه الأحداث ولأنه كتب بخط أسود بارز فدال على الثنائية التي تسلح بها البطل الشيطاني في مغامراته الحياتية داخل مجتمع الرواية، وهو يتركب من مكونين "المسدس"/ " الكتاب" يجمع بينها حرف عطف "الواو" وهو في الأصل جملة مقتبسة من نصائح رؤوف علوان لسعيد مهران قبل أن يتعكر صفو الوداد بينهما. أما الثاني  قراءة نقدية في رواية اللص والكلاب  فتنحصر وظيفته في الكشف عن جنس المؤلف الذي هو دراسة نقدية لرواية اللص والكلاب.
           نلحظ في وسط الصفحة نحو الأسفل صورة محورية تشغل حيزا مكانيا كبيرا، يجعلها دلاليا تقود تأويلنا إلى التعرف على موضوع الكتاب، وهي صورة مركبة من نصفين، إذ نجد في اليمين نصف رجل عليه بدلة عسكرية عليها أزرار صفراء  وفي اليسار نصف كلب متوجس تلتف حول ذيله امرأة عارية الجسد لامراء أنها أيقونة للمومس نور.
           ضم التقديم الذي كتبه النقيب إبراهيم تحت عنوان "القراءة بأصوات متعددة " مجموعة من القضايا والأفكار الرئيسة التي تضيء الدروب التي سلكها الناقد في هذه الدراسة ومن بينها:
-         تحديد القضية الإطار ( قضية محمود أمين سليمان ) والامتدادات الواقعية للرواية.
-         تحديد الجنس الذي تنتمي إليه رواية اللص والكلاب
-         الأبعاد النفسية والاجتماعية لبطل الرواية سعيد مهران من خلال علائقه مع الشخصيات التي تحيط به
-         تركيز متن الرواية
-         ذكر بعض مظاهر ملاقي شخصية سعيد مهران مع شخصيات واقعية ومتخيلة
-         تحديد المنهج العلمي المتبع في الدراسة.

1.  المنظور الموضوعاتي:
           وسم الكاتب الفصل الأول بعنوان عتبات النص وفيه رام الوقوف عند عتبات رواية اللص والكلاب، إذ استهل الحديث بتأطير نظري خصّه بأهمية العتبات وحضورها في النقد العربي القديم والنقد الغربي الحديث، ثم توقف متأملا في دلالات اسم الكاتب نجيب محفوظ وعنوان الرواية وكذا صورة الغلاف.
           بدأ الناقد الحديث عن البنية الجوهرية والبنيات المجهرية بمقاربة سؤال ما العلاقة بين بداية رواية اللص والكلاب ونهايتها؟، انطلاقا من تحليل بعض المقاطع السردية الموجودة في بداية الرواية ونهايتها، ليخلص إلى وجود تماثل بينهما نظرا لكون السجن يشكل البنية الجوهرية داخل الرواية[1]، إذ به تبتدئ وبه تنتهي، أما البنيات المجهرية التي ارتبط عبرها سعيد مهران بالعالم الخارجي  فهي:
ـ مسكن الشيخ علي الجنيدي /منزل المومس نور/ مقهى المعلم طرزان.
           حاول الكاتب في هذا الفصل أن يتوغل في بنيات النص الداخلية ليسائلها عن الأزمنة التي يدور في فلكها سعيد مهران وباقي الشخوص، إذ إن الزمن المجتمعي تفتت وانحلّ إلى أزمنة فردية متعددة ومتقاطعة مشكلة ما أسماه جيرار جنيت بالمفارقات الزمنية[2]                               
           انطلق الكاتب في بداية هذا الفصل من تحديد معنى الشخصية في التحليلات الشكلية والسميائية و كذا كيفية نموها وامتلائها بالمعنى ثم أوضح أن الشخصيات في رواية اللص والكلاب لا تقدم وفق نمط واحد وإنما تتنوع وتتعدد. ولأن تنوعها يجعلها عصية على التصنيف فقد اقترح الناقد عبد الجليل بن محمد الأزدي تصنيفا يقوم على النظر إلى الأعمال التي تقوم بها الشخصيات على مستوى المضمون السردي أو على مستوى الخطاب المكتوب، وجماع هذه الشخصيات ترتبط بالشخصية الرئيسية (سعيد مهران) لتضيء جانبا من جوانبها النفسية والثقافية والاجتماعية، ثم بعد ذلك حلل الناقد طبيعة العلاقة التي تجمع البطل بالخونة: (رؤوف علوان، وعليش سدرة، ونبوية) الذين شكلوا العامل المعاكس في النموذج العاملي الذي انبنت عليه الرواية.
           ذهب الكاتب في هذا الفصل إلى حصر مفهوم الرؤية السردية وأنواعها، ثم انتقل بعد ذلك إلى تبيان طبيعة الرؤية السردية المهيمنة في رواية اللص والكلاب، حيث نجد السارد قد منح البطل أكثر من فرصة لنقل الأحداث والمشاعر والانفعالات ونوعية العلاقات من وجهة نظره، عبر توظيف تقنية المناجاة والأحلام والحوار الداخلي والمونولوج، وهو ما يعني أن الرؤية المهيمنة هي الرؤية المصاحبة.
           عمد الكاتب في هذا الفصل إلى الكشف عن مميزات اللغة والأسلوب داخل رواية اللص والكلاب، وذلك بالنظر في:
-         مظاهر الكتابة الشعرية: كالاستعارة والكناية والمجاز.
-         الأسلوب: الذي ينبني على جمل قصيرة تتسم بالإيحائية العميقة.
-         اللغة: حيث غلبة الأسماء والمصادر والنعوت، واستعمال العبارات التي ترقى إلى الحكمة والقول المأثور.
           رام الناقد في هذا الفصل الحديث عن الرؤية الميثولوجية لسعيد مهران، ووعيه الفوضوي بالعالم، إلى جانب باقي الشخصيات التي تحيط به، كالشيخ علي الجنيدي، ورؤوف علوان.
           ليختم هذا الفصل ومنه الكتاب بخلاصات ضمنها الناقد التموقع الزمني لرواية اللص والكلاب ضمن تجربة نجيب محفوظ الكتابية.
المنظور المنهجي للكتاب:
           إن التقديم الذي كتبه الأستاذ النقيب إبراهيم صادوق ليحمل إشارات واضحة ودالة على المنهج الذي تسلح به الناقد وهو يخوض مغامرة دراسة رواية اللص والكلاب، إذ نقرأ في الصفحة 20 من الكتاب: "وينكب أساسا على قراءة النص من الداخل؛ بدءا من عتباته وصولا إلى تحليل لغة الكتابة الروائية وأسلوبها"، كما نقرأ أيضا: "... ويهتم بكيفية جوهرية بالنظر في موقع رواية اللص والكلاب ضمن التصور العام لتجربة نجيب محفوظ الروائية... مضافا إلى ذلك النظر في موقع المنظورات الإيديولوجية ورؤيات العالم التي تواجدت في المجتمع المصري بعد ثورة 1952م".
           ولعل التأمل في قول الأستاذ النقيب، والقراءة العالمة لهذه الدراسة العلمية يجعلنا نقول: إن الناقد اعتمد في الرواية اعتمد في الدراسة: المنهج البنيوي التكويني الذي أرسى دعائمه لوسيان غولدمان، والذي صاغ مجموعة من المفاهيم المحورية من قبيل: البنية، التكون، رؤية العالم، الفهم، التفسير.
           ونحن إذ نقلب صفحات الدراسة نجد تمظهرات هذا المنهج جلية في ثناياه ومن ذلك أن الناقد رأى أنه من الموائم قبل كل شيء الوقوف عند بنيات النص الداخلية، بدءا من العتبات وانتهاء إلى لغة النص الروائي وأسلوبه، مستكنها بذلك العلاقات التي تربط عناصر البنيات المجهرية والجوهرية داخل بنية النص السردي بشكل عام، وعلاوة على هذا المنزع الذي يرتبط أساسا بمفهوم الفهم فإنه على مستوى التفسير نلفي الناقد كثيرا ما فسر جملة من العناصر البنائية للنص الروائي انطلاقا من المنظورات التي تواجدت في المناخ الذي طبع زمن الثورة الناصرية 1952م، وما دل على هذا ما نقرأه في الصفحة 54: "وإنما طرق باب الشيخ بحثا عن القيم التي كانت ترخي سدول التوازن والطمأنينة على حياة أبيه، وبالتالي على حيوات شرائح وفئات عريضة من الشعب المصري"، ونقرأ أيضا في الصفحة 57: "يشكل قصر رؤوف علوان نقطة المجابهة بين فئتين اجتماعيتين على صعيد الموقع الطبقي وعلى مستوى الوعي الطبقي كذلك".





[1]- عبد الجليل الأزدي، المسدس والكتاب، ص: 52
[2] - نفسه، ص: 66


عبد الواحد البرجي 

"شجاعة رجال الوقاية المدنية" قصة قصيرة للتلميذة سهام مساعد




 كانت مريم تطل على الشارع من نافذة البيت، ففوجئت بما رأت، وصاحت مذعورة:
أمي ...! أمي ...!
ـ ألا تسمعين هذه الأصوت غير المألوفة في الشارع ... ؟
ـ إنه حريق مهول في إحدى العمارات المجاورة... الدخان كثيف ... وألسنة اللهيب تتراقص، أقبلت الأم مسرعة ورفعت الستار عن النافذة وأخرجت رأسها وهي تقول:
 يا له من حريق! ثم شرحت تدعو الله أن يحفظ السكان من كل أذى.
مهلا، مهلا يا أمي اسمعي هذه الأصوات القادمة من بعيد.. إنها بلا شك لرجال الوقاية المدنية ... وفيما كانت جموع الناس الخائفة تركض وتصيح، كان رجال الإطفاء قد وصلوا للتو، شاقين طريقهم بسيارتهم الحمراء التي تملأ القلوب فزعا بأصوات أبواقها المزعجة. وقفت سيارة الإطفاء أمام المبنى ...، فنزل منها الإطفائيون وهم يرتدون بدلاتهم الرسمية، ويضعون على رؤوسهم خوداتهم الفلاذية، ووسطهم مشدود بأحزمة عريضة.
 فقالت مريم التعجب يبدو جاثماعلى وجهها: ما أسرع رجال المطافئ! إنهم يثبتون السلالم ويتسلقونها بخفة، ويواجهون النيران القوية بخراطيم المياه، وهذا كله بنظام وانتظام.
عجيب...

 لقد استطاعوا اخماد النيران  وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ... إلا أن سمعنا صيحات عالية، واستغاثات متوالية ... ثم ظهرت من إحدى النوافذ امرأة  تحمل بيديها طفلا صغيرا وتضمه إلى صدرها، حيث خيم الحزن على الجميع، وصمت الكل... وانهمرت الدموع  اشقاقا لمنظر الأم وابنها،  وبينما هما كذلك ، شوهد رجل الإطفاء يصعد السلم بجرأة وبقوة،  وتمكن من انقاذ الأم وطفلها وسط تشجيع الناس الحاضرين وتصفيقاتهم.
(سهام مساعد تلميذة في الثانية باكالوريا آداب)
جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونة عبد الواحد البرجي