الثلاثاء، 23 مايو 2017

كيف تميز بين نص شعري ينتمي إلى سؤال الذات وآخر ينتمي إلى شعر إحياء النموذج؟

كيف تميز بين نص شعري ينتمي إلى سؤال الذات وآخر ينتمي إلى شعر إحياء النموذج؟



كيف تميز بين نص شعري ينتمي إلى شعر سؤال الذات وآخر ينتمي إلى شعر إحياء النموذج ؟


أحيانا يجد التلميذ أو التلميذة مشكلَ التمييز بين الشعر الذاتي والشعر الإحيائي، نظرا لتشابهما على مستوى الشكل؛ فكلاهما يبنيان (في أغلب الأحيان) في قالب عمودي؛ فيه نظام الشطريين وحدة القافية والروي. ولكن مع ذلك فهناك محددات تساعد على تحديد التيار الذي تنتمي إليه القصيدة بدقة، وهذه المحددات هي:

أولا: معيار اللغة: فلغة الشعر الذاتي تكون بسيطة وشفافة وبعيدة عن اللغة الجزلة والصعبة، المننقاة من المعجم اللغوي العربي القديم، وهي التي يتميز بها الشعر الإحيائي، بحيث إنها هذه اللغة تكون مستوحاة من معجم الطبيعة، فهي إذا ترتبط بالحيونات والنباتات والطيور وذات الشاعر النفسية والجسدية بشكل أكبر....

ثانيا: معيار المضمون: فالمضومن في الشعر الذاتي يكون مرتبطا بالتعبير عن تجربة الشاعر الذاتية، إذ لا يهم الشاعر إلا أن يصور لنا معاناته وعذاباته .... أما الشعر الإحيائي فكله مرتبط بالموضوعات التي تصف الوقائع العظام والمناسبات، بل وبالأغراض الشعرية القديمة المعروفة؛ من مثل المدح والفخر والهجاء والرثاء....

 ثالثا: معيار الشاعر:  المقرر المدرسي  يحدد لكل تيار شعري شعراءه، لذا وجب ضبط شعراء كل تيار شعري حتى تتمكن من معرفة نوع التيار....

رابعا: معيار الوحدة الدلالية: ففي الشعر الذاتي تجد القصيدة تتميز بالوحدة العضوية على مستوى الدلالة، بمعنى أنها تتحدث عن موضوع واحد من البداية حتى النهاية،  وهو موضوع تجربة الشاعر.. أما الشعر الإحيائي، فالقصيدة فيه تكون متعددة المواضيع، بحيث تجد الشعر يتحدث فيها عن أكثر من موضوع واحد، كأن يتحدث عن تذكر الأطلال، ثم ينتقل إلى وصف الراحلة ثم إلى الغرض الرئيس ثم إلى استخلاص الحكم.... 

 كيف تميز بين نص شعري ينتمي إلى شعر سؤال الذات وآخر ينتمي إلى شعر إحياء النموذج ؟

السبت، 6 مايو 2017

عاجل: منهجية تحليل النص النقدي الذي يوظف المنهج البنيوي أو الاجتماعي

قبل أن أشرع في تقديم منهجية تحليل النص النقدي لابد أيها التلميذ (ة) أن أوضح لك ما المقصود بالنص النقدي؟ وما الذي يميزه عن النص النظري؟، لذا تمعن (ي) كلامي جيدا حتى يتسنى لك فهم المنهجية بيسر وتطبيقها على النص الأدبي إن شاء الله.
النص النظري هو كل نص يهتم كاتبه بتقديم قضية أدبية؛ كأن يحدد مفهومها ويذكر خصائصها أو يبين عناصرها ومراحل ظهورها... والنص النظري قد يكون موضوعه أحد الاتجاهات الشعرية التي عرفها تطور الشعر العربي الحديث أي ( الاتجاه الكلاسكي، الرومانسي، الحداثي) أو أحد الأشكال النثرية المدرجة في المقرر (القصة أو المسرحية) أو أحد المناهج النقدية (الاجتماعي أو البنيوي)، ومهما كان موضوع النص فإن عناصر المنهجية تبقى واحدة. أما النص النقدي فهو دراسة تتعدى الوصف إلى التحليل والتأويل عن طريق توظيف أحد المناهج النقدية الحديثة، بمعنى أن الناقد يتتبع قضية نقدية داخل نص أدبي ويقوم بتحليلها وتأويلها بناءً على مناهج نقدية حديثة.

تنقسم منهجية تحليل النص النقدي إلى ثلاث مراحل نذكرها على النحو الآتي:
مرحلة التأطير: (المقدمة) تضم هذه المرحلة مجموعة من العناصر تتوزع إلى سياقين هما:
  • السياق العام: وفيه يتم التعريف بالمنهج الذي يوظفه الناقد في تحليل قضية النص وعناصرها؛ وبذلك بتحديد مرحلة ظهوره في العالم العربي وإبراز خصائصه وعلاقته بالنص الأدبي، وكذا ذكر بعض الرواد الذين اشتغلوا بالمنهج تنظيرا وممارسة.
  • السياق الخاص: وفيه يشار إلى:

 -   تعريف صاحب النص بالتركيز على أهم مؤلفاته ودون الخوض في المعطيات الحياتية التي قد لا تفيدك في تحليل النص. 
  - الإشكالية:  أي يتم طرح سؤالين اثنين؛ يتعلق أولها بقضية النص وعناصرها وثانيهما بتجليات ومظاهر توظيف المنهج النقدي في معالجة قضية النص.
- الفرضية: أي يتم الانطلاق من المؤشرات الخارجية للنص كالعنوان والمصدر وصاحب النص ... وكذا المشؤشرات الداخلية له كبداية النص ونهايته أو الجملة الأولى والأخيرة، ونفترض نوعية النص وكذا قضية النص والمنهج الموظف في تحليلها.
مرحلة التفكيك: (العرض) ونميز فيها بين مرحلة  بين الفهم والتحليل.
  • الفهم: يتعين فيه الكشف عن القضية العامة التي يطرحها النص وعن عناصرها الأساسية ( الأفكار الرئيسة) 
  • التحليل: وتضم هذه المرحلة جملة من العناصر وهي:

الجهاز المفهومي والقضايا الفرعية؛ إذ نقوم بجرد المفاهيم التي وظفها الماتب ونحاول تصنيفها إلى حول دلالية إن أمكن ذلك مع الإشارة إلى وظيفتها في العلاقة مع قضية النص، كما نقوم بتحديد القضايا الفرعية التي أشار الكاتب إليها دون أن يهتم بذكر تفاصيلها.
الاطار المرجعي: إذ نقوم بتوضيح الخلفيات المرجعية التي استند إليها الكاتب لبلورة أفكار النص مع التمثيل لكل خلفة  مرجعية انظلاقا من النص.
تجليات تطبيق المنهج النقدي في تحليل قضية النص وعناصرها؛ بمعنى الإجابة عن سؤال: أين يظهر في النص اعتماد المنهج البنيوي أو المنهج الاجتماعي؟
طرائق العرض: وهنا لابد من التمييز بين عدة عناصر كثيرا ما يشكل على التلميذ فهمها واعتمادها كآليات في التحليل  ونقصد:
  • نوعية الأسلوب. 
  • الطريقة الاستدلالية: وهي إما استقرائية ( الانطلاق من الخاص إلى العام) أو استنباطية ( الانطلاق من العام إلى الخاص)، 
  • المسار المنهجي: أي تصميم عرض القضية: مقدمة ...وعرض .... وخاتمة
  • الوسائل الحجاجية: أي الوسائل التي اعتمدها الكاتب لأجل التأثير في المتلقي كالتعريف والاستشهاد والمثل والوصف والمقارنة...
  • الحجج اللغوية: أي الأساليب اللغوية ذات البعد الحجاجي مثل التأكيد (إن... نؤكد... لعل...)، الاستدراك (لكن....)، الإضراب (بل...)،  التحقيق والإثبات (قد قبل فعل ماض.. قد حاول)، التقليل ( قد قبل فعل مضارع.. قد يحاول) الإضافة ( الواو، الفاء، ثم، ....) التكرار ( تكرار الكلمات مثلا...)...
- تبيان مظاهر اتساق  النص وانسجامه  
مرحلة التركيب والتقويم( الخاتمة):
التركيب: إعادة ذكر قضية النص وعناصرها بتركيز واقتضاب والتأكد من صحة الفرضية مع التدليل على ذلك بالإجابة عن السؤال الثاني ضمن الإشكالية بشكل نهائي..
التقويم: إبدء الرأي الشخصي حول الأراء التي طرحا الكاتب في النص، وإبراز مدى قدرة التحليل البنيوي أو الاجتماعي للنصوص الأدبية.
ملحوظة: - ليست هذه المنهجية  النموذج الواحد الذي يعتمد في التحليل بل هناك مناهج أو مداخل أخرى لمقاربة النصوص الأدبية، ولكنها تتضمن العناصر الأساسية التي ينبغي للتلميذ معرفتها.
- على المتعلم أن يركز  اهتمامه على الأسئلة التي تذيل بها النصوص النظرية أثناء الامتحان  للإجابة عنها في ضوء هذه المنهجية ..
جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونة عبد الواحد البرجي