الأحد، 24 يناير 2016

منهجية تحليل النص النظري لفائدة تلاميذ وتلميذات الثانية باكالوريا شعبة الآداب والعلوم الإنسانية



قبل أن أشرع في تقديم منهجية تحليل النص النظري لابد أيها التلميذ (ة) أن أوضح لك ما المقصود بالنص النظري؟ وما الذي يميزه عن النص التطبيقي؟، لذا تمعن (ي) كلامي جيدا حتى يتسنى لك فهم المنهجية بيسر وتطبيقها على النص الأدبي إن شاء الله.
النص النظري هو كل نص يهتم كاتبه بتقديم قضية أدبية؛ كأن يحدد مفهومها ويذكر خصائصها أو يبين عناصرها ومراحل ظهورها... والنص النظري قد يكون موضوعه أحد الاتجاهات الشعرية التي عرفها تطور الشعر العربي الحديث أي ( الاتجاه الكلاسكي، الرومانسي، الحداثي) أو أحد الأشكال النثرية المدرجة في المقرر (القصة أو المسرحية) أو أحد المناهج النقدية (الاجتماعي أو البنيوي)، ومهما كان موضوع النص فإن عناصر المنهجية تبقى واحدة.

تنقسم منهجية تحليل النص النظري إلى ثلاث مراحل نذكرها على النحو الآتي:
مرحلة التأطير: (المقدمة) تضم هذه المرحلة مجموعة من العناصر تتوزع إلى سياقين هما:
  • السياق العام: وفيه يتم تحديد سياق النص النظري وكذا القضية المركزية دون اطناب أو توسع( لأن مجال ذلك هو العرض وليس المقدمة)
  • السياق الخاص: وفيه يشار إلى:

 - أهم النقاد الذين اهتموا بالتنظير لهذه القضية بالإضافة إلى تعريف صاحب النص بالتركيز على أهم مؤالفاته ودون الخوض في المعطيات الحياتية التي قد لا تفيدك في تحليل النص. 
  - الإشكالية:  أي يتم طرح سؤالين اثنين؛ يتعلق أولها بقضية النص وثانيهما بطرئق عرض القضية.
- الفرضية: أي يتم الانطلاق من المؤشرات الخارجية للنص كالعنوان والمصدر وصاحب النص ... ومن الداخلية له كبداية النص ونهايته أو الجملة الأولى والأخيرة، ونفترض نوعية النص وكذا عناصر قضيته.
مرحلة التفكيك: (العرض) ونميز فيها بين مرحلة  بين الفهم والتحليل.
  • الفهم: يتعين فيه الكشف عن القضية العامة التي يطرحها النص وعن عناصرها الأساسية ( الأفكار الرئيسة) 
  • التحليل: وتضم هذه المرحلة جملة من العناصر وهي:

الجهاز المفهومي والقضايا الفرعية؛ إذ نقوم بجرد المفاهيم التي وظفها الماتب ونحاول تصنيفها إلى حول دلالية إن أمكن ذلك مع الإشارة إلى وظيفتها في العلاقة مع قضية النص، كما نقوم بتحديد القضايا الفرعية التي أشار الكاتب إليها دون أن يهتم بذكر تفاصيلها.
الاطار المرجعي: إذ نقوم بتوضيح الخلفيات المرجعية التي استند إليها الكاتب لبلورة أفكار النص مع التمثيل لكل خلفة مرجعية انظلاقا من النص.
طرائق العرض: وهنا لابد من التمييز بين عدة عناصر كثيرا ما يشكل على التلميذ فهمها واعتمادها كآليات في التحليل ونقصد:
  • نوعية الأسلوب. 
  • الطريقة الاستدلالية: وهي إما استقرائية ( الانطلاق من الخاص إلى العام) أو استنباطية ( الانطلاق من العام إلى الخاص)
  • الوسائل الحجاجية: أي الوسائل التي اعتمدها الكاتب لأجل التأثير في المتلقي كالتعريف والاستشهاد والمثل والوصف والمقارنة...
  • الحجج اللغوية: أي الأساليب اللغوية ذات البعد الحجاجي مثل التأكيد (إن... نؤكد... لعل...)، الاستدراك (لكن....)، الإضراب (بل...)،  التحقيق والإثبات (قد قبل فعل ماض.. قد حاول)، التقليل ( قد قبل فعل مضارع.. قد يحاول) الإضافة ( الواو، الفاء، ثم، ....) التكرار ( تكرار الكلمات مثلا...)...

- تبيان مظاهر اتساق  النص وانسجامه  
مرحلة التركيب والتقويم( الخاتمة):
التركيب: إعادة ذكر قضية النص وعناصرها بتركيز واقتضاب والتأكد من صحة الفرضية مع التدليل على ذلك بالإجابة عن السؤال الثاني ضمن الإشكالية بشكل نهائي..
التقويم: إبدء الرأي الشخصي حول الأراء التي طرحا الكاتب في النص، وإبراز مدى قدرته على تقديم تصورٍ نظري منسجم ومتسق حول قضية النص... 
ملحوظة: - ليست هذه المنهجية  النموذج الواحد الذي يعتمد في التحليل بل هناك مناهج أو مداخل أخرى لمقاربة النصوص الأدبية، ولكنها تتضمن العناصر الأساسية التي ينبغي للتلميذ معرفتها.
- على المتعلم أن يركز  اهتمامه على الأسئلة التي تذيل بها النصوص النظرية أثناء الامتحان  للإجابة عنها في ضوء هذه المنهجية ..
نسألكم الدعاء بالتوفيق. 
لمزيد من الاستفسارات اكتب تعليقا أسفل هذا التدوينة. 

هناك 7 تعليقات :

  1. شكرا أستاذ عبد الواحد، تدوينة مفيدة :)

    ردحذف
    الردود
    1. الشكر لك طبعا السي وعزوز، لكم اليد الفضلى في هذا الألق

      حذف
  2. تحية للأديب الناقد المتألق

    ردحذف
  3. شكرا للاستاذ الكريم.. فقط سأضيف امرين:
    1- نميز بين نص نظري حول قضية أدبية (من التيار الإحيائي إلى المسرحية). ونص نظري حول قضية نقدية (المنهجان الاجتماعي والبنيوي)
    2- يمكن أن نضيف في الحالة الثانية الخلفية النظرية التي تبرز مقومات المنهج النقدي من خلال النص المحلل ..
    تحياتي للجميع

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونة عبد الواحد البرجي