الأحد، 22 مارس 2020

المنظور الثاني: جرد القوى الفاعلة في رواية اللص والكلاب









-         1. المنظور الثاني: جرد القوى الفاعلة
أ- القوى الفاعلة الآدمية ( الشخصيات)
    سعيد مهران:
-          شاب في الثلاثين من العمر، واسم على غير مسمى؛ فهو غير سعيد في حياته على الإطلاق، يمثل أبرز القوى الفاعلة في الرواية، ويحضر في جميع فصولها. ويتداخل صوته في أماكن متعددة بصوت السارد؛ مما يعني أن نجيب محفوظ يجعل رؤية السارد منحازة لمواقف وآراء هذه الشخصية؛ مثال ذلك: " … قمة النجاح أن يقتلا معا نبوية وعليش، وما فوق ذلك يصفى الحساب مع رؤوف علوان، ثم الهرب، الهرب إلى الخارج إن أمكن. ولكن من يبقى لسناء ؟ الشوكة المنغرزة في قلبي" ص:58.
-          مغامر ومتحد للصعاب ومتهور كثيرا، لا يخشى المواجهة ولا السقوط، (القدرة على الغوص في الماء كالسمكة – والطيران في الهواء كالصقر- وتسلق الجدران كالفأر– والنفاذ من الأبواب كالرصاص ) .
-          بسيط وفقير، ويؤمن بقيم الاشتراكية التي تعلمها من صديقه رؤوف علوان، ولذلك نجده يسرق الأغنياء  وانتهازيين ويعطي المحتاجين .
-          ساخط  ومتمرد على المجتمع، خاصة بعد خروجه من السجن حين وجد زوجته تزوجت من مساعده عليش واستولت على أمواله وحرمته من ابنته، فاتجه للانتقام لشرفه.
-          يعاني أزمة روحية عميقة،  متوتر في مشاعره، فهو قلق لا يهدأ وغاضب في كل حين من الخونة وتقلبات المجتمع على القيم النبيلة، نتيجة تصادم القيم المادية التي آمن بها والواقع الاجتماعي القاهر الذي يعيش فيه. وهي أزمة لم يتمكن الشيخ علي الجنيدي صديق والده أن يخلصه منها.
    رؤوف علوان :
-          طالب قروي، صديق سعيد مهران القديم، واحد من الذين أثروا بقوة في مسار حياته،  كان يقيم بعمارة الطلبة التي كان يحرسها والد سعيد مهران .
-          في مساره الدراسي كان مؤمنا بالاشتراكية مدافعا عن قيمها، مناضلا مؤمنا بالتغير، له قدرة على التأثير بأسلوبه في محاوريه.
-          كان شهما على حد تعبير سعيد أثناء ذكرياته، وتعرض بسبب ذلك للاعتقال، زرع في سعيد مبادئ الاشتراكية، وبرر له سرقة الكبار التي تشبع بها سعيد و مارسها .
-          ولكنه سرعان ما انقلب على مبادئه، وانضم لقائمة اللصوص الأثرياء فقد أصبح صحفيا ناجحا، وتنكر لمن كان ينادي بمساعدتهم.
-          انتهز الظروف السياسية الجديدة في مهنة الصحافة فتحول إلى قلم برجوازي مأجور، ومثقف انتهازي تنكر لأصوله الكادحة، ولطبقته الارستقراطية، يشوه الحقائق ويكَلِّب الرأي العام ضد سعيد ويصوره مجرما خطيرا. رمز للبرجوازية القاسية على الفقراء.
-          هو أول الكلاب بالنسبة لسعيد، إذ شن عليه حملة شعواء سخر فيها صحيفته "الزهرة" .

    عليش :
-          كان صبيا لسعيد مهران ، يثق به ثقة عميا، معدم فقير .
-          غريم سعيد الثاني والمستغل لغيابه في السجن والمستولي على زوجته وابنته وجميع ممتلكاته .
-           دميم في شكله، (جسم ضخم برميلي/ وجه مستدير ممتلئ اللغد/ أنف غليظ نحطم العرنين)، وغليظ في أخلاقه : فظ جاف متحايل كبير، وانتهازي خائف على مصيره الشخصي، وجبان يتظاهر بالشجاعة ومتخذ لجميع الاحتياطات حتى لا ينال منه خصمه سعيد مهران.
-          رمز لخيانة الصداقة.

    نبوية :
-          زوجة سعيد السابقة، كانت تملك جمالا فلاحيا لذيذا. تعرف عليها سعيد مهران عندما كان يعمل حارسا لبيت الطلبة فتزوجها في ظروف صعبة، و كافح من أجلها.
-          أم سناء أحبها سعيد بصدق وظل يحلم بالاستقرار الدائم إلى جوارها مع ابنته سناء بعد خروجه من السجن، لكنها تنكرت له وارتبطت بعليش.
-          استولت على ما تركه عندها سعيد من أموال.
-          رمز للخيانة الزوجية .

    سناء:
-          بنت ذات الستة أعوام في فستان أبيض أنيق وشبشب أبيض يكشف عن أصابعها .
-          موضوع صراع بين الأب الطبيعي سعيد مهران و زوج الأم والمحتضن عليش .
-          متخوفة ومتوجسة من أبيها سعيد ولم تتعرف عليه، رغم محاولة استرضائها والتدلل إليها، مما زاد من أزمة سعيد وحرجه  أمام الأعين .
-          رمز للبراءة المغتصبة .

    الشيخ علي الجنيدي :
-          شيخ متصوف زاهد في الدنيا ومنعزل عن السياسة وحياة الناس .
-          صديق والد سعيد مهران.
-          يشكل نوعا من الاطمئنان النفسي والروحي لسعيد مهران – يلجأ إليه دائما وقت الشدة .
-          يبرز الأزمة الروحية لدى سعيد مهران. لكن معانيه غامضة وعميقة بالنسبة لسعيد الغارق في متاهات الدنيا .
-          رمز  للتصوف للقناعة والاستسلام  للأمر الواقع والفكر الديني السائد في المجتمع المصري آنذاك.

    نـــــــــور :
-          عنصر مساعد للشخصية الرئيسة سعيد مهران، وفرت له الطعام والمسكن والجرائد والسيارة .
-          متوسطة الجمال ، تمارس الفاحشة، مستسلمة لرغبات الزبناء،  تبيع نفسها لجني الربح المادي .
-          مغرمة بسعيد مهران وترغب في زواجه .
-          وصفها سعيد بأنها ذات قلب رقيق، مفعم بالحرارة و قوة الإصرار.
-          رمز للعهر والإباحية والقيم المفقودة.

    المعلم طرزان :
-          صاحب مقهى وصديق سعيد الوفي .
-          عامل مساعد مهم في أخذ الثأر من الخونة وتنفيذ الجريمة. وفر له المسدس وأمده بمعلومات هامة ساعدته على الاختفاء عن أنظار الشرطة.
-          معلم المقهي، ومتاجر في الممنوعات، يعقد صفقات الدعارة و جلسات المجون .
-          رمز للصداقة الوفية .

    المعلم بياضة :
-          زميل سابق لسعيد وصديق وشريك عليش .
-          خيانة سعيد والتظاهر بحفاوته .
-          التوتر والخوف من غضب سعيد .

    المخبر :
-          رجل سلطة عريض وطويل . ينتعل حذاء حكوميا .
-          استبق سعيد للحي للحيلولة دون وقوع ما لا تحمد عقباه .
-          البحث عن حل لتسوية الخلاف بين سعيد وغرمائه بطريقة سلمية .
        
ب-  القوى الفاعلة غير الآدمية :
       الكلاب :
-          كلاب المطاردة البوليسية التي حاصرته وأمكنت الشرطة من القبض عليه في المقبرة .
-          الرمز إلى معاني الحقارة والدناءة: (كلب أو كلاب بصيغة المفرد، وتارة بصيغة الجمع ) استعمل سعيد مهران هذا اللفظ  ليعبّر عن دناءة وخسّة أعدائه من قبيل: رؤوف علوان وعليش وحتى المجتمع...
-          الرمز إلى معاني الصفات السلبية للحيوان من قبيل : الخداع، والتملّق، والوشاية، والعبودية...  لتصوير الواقع الذي واجهه سعيد مهران، بعد خروجه من السجن، و الذين تخلّوا عن كلّ القيم الإنسانية خاصة منهم الخونة والانتهازيين .


جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونة عبد الواحد البرجي