الأربعاء، 3 نوفمبر 2021

تلخيص مؤلف "ظاهرة الشعر الحديث" الفصل الأول: التطور التدريجي في الشعر الحديث

 




الفصل الأول: التطور التدريجي في الشعر الحديث:

 التطور في الشعر العربي، حسب المعداوي مرهون  بتوفر شرطين: وهما الحرية والاحتكاك بالثقافة الأجنبية، إذ لم يتحقق هذا التطور في الشعر العربي القديم إلا جزئيا في العصر العباسي مع مجموعة من الشعراء الذين رفعوا لواء الحداثة الشعرية وراية التحول أمثال: أبي نواس وأبو تمام والمتنبي وأبو العلاء المعري، كما تحقق هذا التطور فنيا في شعر الموشحات الأندلسية على مستوى الإيقاع العروضي.

ومع ذلك، فقد بقي هذا التجديد ضئيلا بسبب هيمنة معايير القصيدة العمودية التي كان يدافع عنها نقاد اللغة، وفي هذا الصدد يقول المعداوي:" غير انه لا بد من القول بان الشاعر العربي لم يكن يتمتع من الحرية بالقدر المناسب، ذلك أن النقد العربي قد ولد بين يدي علماء اللغة، وان هؤلاء كانوا أميل إلى تقديس الشعر الجاهلي، وان المحاولات التجديدية التي اضطلع بها الشعراء في العصر العباسي، لم تسلم من التأثر بتشدد النقد المحافظ، لا بل إن هذا النقد هو الذي حدد موضوع المعركة، واختار ميدانها، منذ نادى بالتقيد بنهج القصيدة القديمة وبعدم الخروج عن عمود الشعر، فأصبح التجديد بذلك محصورا في التمرد على هذين الشرطين، وفي ذلك تضييق لمجال التطور والتجديد في الشعر العربي."ص: 6.

القسم الأول: نحو مضمون ذاتي

أولا:  التيار الإحيائي:

تيار شعري ظهر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، من اجل انتشال الشعر العربي من براثين الجمود والتخلف والركود والانحطاط، وهكذا يقوم التيار الإحيائي في الشعر العربي الحديث على استقراء ومحاكاة الأقدمين، وبعث التراث الشعري القديم، وإحياء الشعر العباسي والأندلسي... لتجاوز ركود عصر الانحطاط ومخلفات كساد شعره عن طريق العودة إلى الماضي الشعري الزاهر لنفض الغبار عليه من اجل الخروج من الأزمة الشعرية التي عاشها شعراء عصر النهضة.

ومن أهم الشعراء الذين تزعموا هذا التيار محمود سامي البارودي الذي عاش على أنقاض الماضي والتوسل بالبيان الشعري القديم، مما جعل هذه الحركة الشعرية حركة تقليدية محافظة بسبب مجاراتها لطرائق التعبير عند الشعراء القدامى، ومن ثم فقد كانت العودة إلى التراث الشعري أهم مرتكز يقوم عليه هذا التيار. غير أن هذا التيار أهمل التعبير عن الذات ورصد الواقع، ولم يحقق تطورا حسب الكاتب بسبب انعدام الحرية الإبداعية وانعدام التأثر الحقيقي بالثقافة الأجنبية.

ثانيا: التيار الذاتي:

لم يظهر التيار الذاتي الوجداني إلا مع ثلاث جماعات أدبية هي:جماعة الديوان ( عباس محمود العقاد، عبد الرحمن شكري، عبد القادر المازني) وجماعة أبولو ( احمد زاكي أبو شادي، احمد رامي، أبو القاسم الشابي، علي محمود طه...) وجماعة الرابطة القلمية ( الياء أبو ماضي، مخائيل نعيمة، جبران خليل جبران ) في أواخر القرن العشرين لأسباب سياسية واجتماعية وثقافية...إذ ثمة مكونا هاما يجمع بين شعراء هذه المدارس الأدبية، يتمثل في إعطاء الأولوية للذات واعتبارها الخلفية الرئيسة التي من خلالها يرى الشاعر العالم، لكن الذات أو الوجدان لا يحضران بنفس المعنى عند كل شاعر من شعراء هذه المدارس. إذا فما هو تصور كل مدرسة للذات وما هي تجليات ذلك؟

1-     جماعة الديوان:

 ربط أصحابها الشعر بالذات والوجدان مع اختلافات طفيفة بين الشعراء، فالشعر عند العقاد هو المزج بين الشعور والفكر، فالعقاد يرجح كفة ما هو فكري وعقلي على ما هو وجداني شعوري، كما يتجلى ذلك في قصيدته الشعرية الحبيب التي غلب عليها المنطق العقلي على ما هو وجداني داخلي، وهذا ما جعل صلاح عبد الصبور يعتبره مفكرا قبل أن يكون شاعرا. أما شكري فقد تأمل في أعماق الذات تأملا يتجاوز غايته حدود الاستجابة للواقع، مستهدفا الوقوف بالشاعر أمام نفسه في أبعادها المختلفة من شعورية ولا شعورية، أو ما يسمى بشعر الاستبطان واستكناه أغوار الذات. بينما الشعر عند المازني هو شعر التشاؤم والسخرية، وكل ما تفيض به النفس من شعور وعواطف وإحساسات؛ خاصة الإحساس بالألم، ولعل هذا ما يفسر تحول المازني من الشعر إلى النثر، ومن معاناة الألم و الضيق باليأس، إلى اعتناق مذهب السخرية من الناس ومن الحياة والموت جميعا.

وعلى العموم فالشعر عند هذه الجماعة يتميز بالتفرد والتغني بشعر الشخصية، ويعود الاهتمام بالذاتية عند شعراء هذه المدرسة لسببين يتمثلان أولا في إعادة الاعتبار للذات المصرية، وثانيا انتشار الفكر الحر بين المثقفين والمبدعين المصريين. وعلى الرغم من ذلك فهذا التيار حسب المعداوي هو تيار سلبي لأنه بقي أسير الذات ولم يستطع تجاوزها إلى الإسهام في تغيير الواقع العربي المزري.

2- جماعة الرابطة القلمية:

توسع مفهوم التغني بالذات والوجدان عند شعراء هذه المدرسة، ليشمل الحياة والكون في إطار وحدة الوجود الصوفية، فاختلط الوجدان بالذات والهجرة والغربة والوحدة.يقول المعداوي مؤكدا هذا الأمر:" ولئن كان جبران قد اثر حياة الفطرة على تعقد الحضارة، فان ميخائيل نعيمة انقطع إلى التأمل في نفسه، إيمانا منه بان ملكوت الله في داخل الإنسان."ص:21.ومن المعروف أن شعر الرابطة القلمية ارتبط بانتشار الوعي القومي، كما أن اطلاع عدد كبير من شعراء هذا الاتجاه على الآداب الأجنبية جعلهم يتأثرون بهذه الفلسفات الداعية إلى جعل الوجدان قرين النفس والحياة والعالم، والاستقلال بهذه الذات والهروب من الناس والواقع والحضارة. إلا أن هذا كله جعل أصحاب هذا التيار حبيسي الذات والمضامين السلبية كاليأس والألم والخنوع والاستسلام، كما أن هذه المضامين السلبية التي اتخذها شعراء الرابطة القلمية بعيدة عن حقيقة الوعي القومي الذي يستلزم الأفعال الايجابية نحو الواقع، ومحاولة الإسهام في تغيره، لا الانكماش والهروب إلى الطبيعة والاستسلام.

3- جماعة أبولو:

تستند هذه الجماعة في مفهومها للشعر، إلى التغني بالذات والوجدان وجمال الطبيعة، والتطرق إلى المواضيع الاجتماعية والقومية، دون نسيانهم لهموم ذواتهم ولواعجهم المتقدة وصراعهم التراجيدي مع الحياة من شدة الحزن والكآبة والألم. وتمتاز معاني شعراء أبولو حسب المعداوي بالسلبية بسبب تعاطي شعراء الجماعة مع مواضيع الطبيعة والهروب من الحياة الواقعية إلى الذات المنكمشة، والفرار من المدينة حيال الغاب أو الريف وترنح الشاعر بكؤوس الحرمان والخيبة واليأس والمرارة والمعاناة والاغتراب الذاتي والمكاني، كما في قصيد خمسة وعشرون عاما لعلي الشرنوبي.

القسم الثاني: نحو شكل جديد:                                                                       

التيار الذاتي

التيار التقليدي

 

اللغة:     - أقل صرامة

             - أكثر سهولة ويسر

             - سهولة التعبير

           - لغة الحديث المؤلوف

اللغة:      - لغة صارمة

               - لغة صلبة

         - مفردات غريبة

        

الصور:

        - استعمال الصور لغاية تخص التجربة.

        - وظيفة تعبيرية.

        - الصورة نابعة من أحاسيس الشاعر وعواطفه.

الصور:

   - الصورة زخرف تراد لذاتها.        

   - وظيفة جمالية.         

   - استقلال الصورة عن مشاعر الشاعر.

   - ارتباط الصور بالذاكرة. 

الإيقاع:

- قواف متعددة وأوزان مختلفة (نموذج قصيدة المجنون) لإليا أبي ماضي

الإيقاع:

- الحفاظ على وحدة الوزن والروي والقافية

البناء الفني:

أصبحت القصيدة تربط بين الأحاسيس والعواطف والأفكار بعضها ببعض حتى أصبحت القصيدة روحا واحدة وجسدا واحدا.

البناء الفني:

 القصيدة التقليدية تحضر فيها المواضيع المتعددة وتغيب الوحدة العضوية، وحدة البيت في مقابل وحدة القصيدة.

 


ليست هناك تعليقات :

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونة عبد الواحد البرجي