الثلاثاء، 26 يناير 2016

تنظم جمعية الأنصار للثقافة بخنيفرة مسابقة عربية في القصة القصيرة دورة الفقيد " مصطفى المسناوي "



ارتقاء بالشأن الثقافي، وتكريسا لتشجيع المواهب الشابة وطنيا وعربيا، تعتزم جمعية الأنصار للثقافة بخنيفرة المغربية تنظيم مسابقة عربية في كتابة  القصة القصيرة دورة  الفقيد "مصطفى المسناوي" ، وذلك في إطار فعاليات المهرجان العربي السادس للقصة القصيرة " دورة الناقد المغربي حميد لحميداني ".
والمسابقة مفتوحة في وجه الشباب العربي لأقل من ( 30) سنة .
شروط المسابقة :
- أن يساهم المتبارون بنص واحد في جنس القصة القصيرة (شريطة ألا يتعدى ثلاث صفحات)، أوبثلاثة نصوص في جنس القصة القصيرة جدا.
- ألا تكون النصوص المشارك بها قد فازت بإحدى الجوائز
- أن يرسل المشارك نسخة من البطاقة الوطنية مصادق عليها .
 
تبعث المشاركات مرقنة للعنوان التالي: 137 – شارع إدريس الثاني – خنيفرة – 54000 المملكة المغربية
أو للبريد الإلكتروني للجمعية : 
associationalansar@gmail.com
آخر أجل لقبول المشاركات هو 15 فبراير 2016
وسيتم الإعلان عن أسماء الفائزين في بداية شهر ماي 2016
وستخصص للفائزين  جوائز سيتم تسلمها في حفل افتتاح المهرجان الذي سيعلن عن تاريخه لاحقا، كما سيتم طبع النصوص الفائزة والمنوه بها من طرف لجنة التحكيم في كتاب خاص ضمن إصدارات الجمعية  
نموذج
-   إسم المشارك :
-   السن :
-  اسم المدينة :
- اسم الدولة
- العنوان البريدي والإلكتروني و رقم الهاتف.
- جنس النص: قصة قصيرة أو قصص قصيرة جدا

جمعية جسور تعلن عن مسابقة في القصة القصيرة جدا



تعلن جمعية "جسور للبحث في الثقافة والفنون"، أنها ستنظم مسابقة أدبيةً، في جنس "القصة القصيرة جداً"، لفائدة الطلبة الجامعيين، وسيتم الإعلانُ عن الفائزين الثلاثة، أيام المهرجان العربي للقصة القصيرة جداً، الذي سينعقد في شهر مارس من عام 2016. لذا، فعلى الراغبين في المشاركة، أن يبعثوا عشرة (10) نصوص، ويراعوا فيها شروط القصة القصيرة جداً، إلى العنوان الإلكترون التالي:
Alkhadir.elouariachi@gmail.com
بالإضافة إلى صورة لبطاقة التعريف الوطنية، وعنوان المتسابق، أو رقم هاتفه الشخصي. آخر أجل لتلقي النصوص هو: 10 فبراير.



الأحد، 24 يناير 2016

منهجية تحليل النص النظري لفائدة تلاميذ وتلميذات الثانية باكالوريا شعبة الآداب والعلوم الإنسانية



قبل أن أشرع في تقديم منهجية تحليل النص النظري لابد أيها التلميذ (ة) أن أوضح لك ما المقصود بالنص النظري؟ وما الذي يميزه عن النص التطبيقي؟، لذا تمعن (ي) كلامي جيدا حتى يتسنى لك فهم المنهجية بيسر وتطبيقها على النص الأدبي إن شاء الله.
النص النظري هو كل نص يهتم كاتبه بتقديم قضية أدبية؛ كأن يحدد مفهومها ويذكر خصائصها أو يبين عناصرها ومراحل ظهورها... والنص النظري قد يكون موضوعه أحد الاتجاهات الشعرية التي عرفها تطور الشعر العربي الحديث أي ( الاتجاه الكلاسكي، الرومانسي، الحداثي) أو أحد الأشكال النثرية المدرجة في المقرر (القصة أو المسرحية) أو أحد المناهج النقدية (الاجتماعي أو البنيوي)، ومهما كان موضوع النص فإن عناصر المنهجية تبقى واحدة.

تنقسم منهجية تحليل النص النظري إلى ثلاث مراحل نذكرها على النحو الآتي:
مرحلة التأطير: (المقدمة) تضم هذه المرحلة مجموعة من العناصر تتوزع إلى سياقين هما:
  • السياق العام: وفيه يتم تحديد سياق النص النظري وكذا القضية المركزية دون اطناب أو توسع( لأن مجال ذلك هو العرض وليس المقدمة)
  • السياق الخاص: وفيه يشار إلى:

 - أهم النقاد الذين اهتموا بالتنظير لهذه القضية بالإضافة إلى تعريف صاحب النص بالتركيز على أهم مؤالفاته ودون الخوض في المعطيات الحياتية التي قد لا تفيدك في تحليل النص. 
  - الإشكالية:  أي يتم طرح سؤالين اثنين؛ يتعلق أولها بقضية النص وثانيهما بطرئق عرض القضية.
- الفرضية: أي يتم الانطلاق من المؤشرات الخارجية للنص كالعنوان والمصدر وصاحب النص ... ومن الداخلية له كبداية النص ونهايته أو الجملة الأولى والأخيرة، ونفترض نوعية النص وكذا عناصر قضيته.
مرحلة التفكيك: (العرض) ونميز فيها بين مرحلة  بين الفهم والتحليل.
  • الفهم: يتعين فيه الكشف عن القضية العامة التي يطرحها النص وعن عناصرها الأساسية ( الأفكار الرئيسة) 
  • التحليل: وتضم هذه المرحلة جملة من العناصر وهي:

الجهاز المفهومي والقضايا الفرعية؛ إذ نقوم بجرد المفاهيم التي وظفها الماتب ونحاول تصنيفها إلى حول دلالية إن أمكن ذلك مع الإشارة إلى وظيفتها في العلاقة مع قضية النص، كما نقوم بتحديد القضايا الفرعية التي أشار الكاتب إليها دون أن يهتم بذكر تفاصيلها.
الاطار المرجعي: إذ نقوم بتوضيح الخلفيات المرجعية التي استند إليها الكاتب لبلورة أفكار النص مع التمثيل لكل خلفة مرجعية انظلاقا من النص.
طرائق العرض: وهنا لابد من التمييز بين عدة عناصر كثيرا ما يشكل على التلميذ فهمها واعتمادها كآليات في التحليل ونقصد:
  • نوعية الأسلوب. 
  • الطريقة الاستدلالية: وهي إما استقرائية ( الانطلاق من الخاص إلى العام) أو استنباطية ( الانطلاق من العام إلى الخاص)
  • الوسائل الحجاجية: أي الوسائل التي اعتمدها الكاتب لأجل التأثير في المتلقي كالتعريف والاستشهاد والمثل والوصف والمقارنة...
  • الحجج اللغوية: أي الأساليب اللغوية ذات البعد الحجاجي مثل التأكيد (إن... نؤكد... لعل...)، الاستدراك (لكن....)، الإضراب (بل...)،  التحقيق والإثبات (قد قبل فعل ماض.. قد حاول)، التقليل ( قد قبل فعل مضارع.. قد يحاول) الإضافة ( الواو، الفاء، ثم، ....) التكرار ( تكرار الكلمات مثلا...)...

- تبيان مظاهر اتساق  النص وانسجامه  
مرحلة التركيب والتقويم( الخاتمة):
التركيب: إعادة ذكر قضية النص وعناصرها بتركيز واقتضاب والتأكد من صحة الفرضية مع التدليل على ذلك بالإجابة عن السؤال الثاني ضمن الإشكالية بشكل نهائي..
التقويم: إبدء الرأي الشخصي حول الأراء التي طرحا الكاتب في النص، وإبراز مدى قدرته على تقديم تصورٍ نظري منسجم ومتسق حول قضية النص... 
ملحوظة: - ليست هذه المنهجية  النموذج الواحد الذي يعتمد في التحليل بل هناك مناهج أو مداخل أخرى لمقاربة النصوص الأدبية، ولكنها تتضمن العناصر الأساسية التي ينبغي للتلميذ معرفتها.
- على المتعلم أن يركز  اهتمامه على الأسئلة التي تذيل بها النصوص النظرية أثناء الامتحان  للإجابة عنها في ضوء هذه المنهجية ..
نسألكم الدعاء بالتوفيق. 
لمزيد من الاستفسارات اكتب تعليقا أسفل هذا التدوينة. 

ثنائية الهدم والبناء في كتاب (يوميات سندباد الصحراء) للقاص والروائي عبد العزيز الراشدي


لا مراء أن الحكايات الشعبية الموغلة في القدم  تحتفي احتفاءً مميزا بشخوصها، وذلك  ما يجعل جسرها ممتدا إلى الحاضر وحبلها ممدودا يطوي المسافات نحو المستقبل،تلكم هي بزة قصة (كلكامش والبحث عن الخلود)  وحكاية (سيف بن ذي يزان)  وسيرة (عنترة بن شداد) و حكايات (علاء الدين والمصباح السحري) وحكايات (علي بابا والأربعين حرامي) وحكايات( ألف ليلة وليلة) ؛ هذه الأخيرة التي أجد فيها شهرزاد متمردة حكاية، وهي توطن سطوة السرد و امبراطوريته، وتحدد دعاماته الأساسية في صد ما لا يصده السيف ولا الرمح ولا قطاع الطرق ولا الشعراء الصعاليك، أجدها تحذو حذو أبي زيد السروجي  في أغلب مقامات الحريري، فشهرزاد وهي تحكي رحلات السندباد البحري كانت منشرحة الصدر ماسكةً زمام السرد بكل أريحية وعنفوان، لا لشيء إلا أن السندباد البحري أثار اندهاش المتسلط شرعيا (شهريار) وجعله يهفو ويغالط الكرى وهو يستمع إلى السرد حيث يكسر شوكته،تماما كما يهدأ نزق الأطفال واندفاعهم وهم يسمعون حكايات الغول وعائشة قنديشة من فيه الجدات .إلا أن الاحتفاء بالسندباد البحري  بصفته بطلا جال البحار على وُعُورتها يضمر داخل السرد الشهرزادي ـ إن على لسانها أو على لسان السندباد البحري نفسه ـ تقليلا وتهميشا لشخصية أخرى لا تقل أهمية من حيث إثارة العنصر العجائبي داخل الرحلات وأقصد بالذات هنا النسدباد البري ؛الذي أكل الفقر حواشيه وظل عاملا يدويا ينتقل  بين الدروب والأزقة كما تنتقل خادمات البيوت،وإن كانت الخادمات  لها ألف حكايات تحكيها، أما السندباد البري فقد صورته شهرزاد مجردا من ارثه الحكائي وجعلته كالأصم يزاول عمله مقابل أجرة تقيه شر تلك الأحمال البالية التي كسرت ظهره مقابل ثمن زاهد، حتى وهو يستمع إلى شهرزاد البحري،الذي ظل يتردد إليه كل يوم للاستماع إلى رحلاته العجيبة ومغامراته النادرة إلى أن انتهى السرد ولم يتبق للسندباد البحري ما يحكيه .
  الهدم والبناء :
 لا يكاد أحد يجادل  في أن الأخذ من القديم  تناصَّا معه ذو منفعة فنية جمالية،إلا أن درجة الاقتباس تختلف من رجل إلى آخر تبعا لمجال تخصصه،لذلك نجد البعض يقتبس من القديم كأسا ومحتوى أو لنقل قلبا وقالبا بينما نلفي البعض الآخر يولي اشتغاله نحو الموروث فيأخذه منه هدْمًا ليعيد بناءه، ولعل هذا ما نجده حاضرا  في طريقة اشتغال الروائي المتميز ( السندباد الذي لا يهدأ) عبد العزيز الراشدي، خاصة في سفره (رحلات سندباد الصحراء ) الذي نال به مؤخرا جائزة الأدب الجغرافي .
ثم إن عنوان الكتاب يحمل أكثر من دلالة ويثير في  ذهن المتأمل عدة إشكالات، من طينة أي سندباد يقصد الراشدي؟، هل السندباد الذي جال البحار أم الذي جال القفار ؟هل السندباد السارد أم السندباد المسرود له،أم الأم يتعلق بسندباد آخر ؟ وهل كان السارد الراشدي شهرزاديا  ثبت  غبش هامشية  السندباد البري أم أنه ألبسه ثوبا يليق بغير مقامه في الحكايات ؟
لمقاربة هذه الأسئلة نقول بأن كتاب (يوميات سندباد الصحراء ) عبارة عن مشاهدات مر بها الكاتب في أماكن متباينة،منها ما هو وراء البحار كجنيف وباريس .... ومنها ما يمتد في البراري كمراكش و فاس القاهرة ودمشق والمنامة .... وهو ما يعني أن المحكي لم يكن وحسب متعلقا بغَوْلِ البحار في البدايات والنهايات حيث يغامر السندباد البحري،بل حتى بالفلاة التي يتنقل فيها السندباد البري غير عابئ بركوب الأمواج،فالراشدي إذن أماط اللثام الذي جعل السندباد البري هامشيا من حيث القيام بمهمة السرد،كما خلّصه من مخاتلات المحكي،وساوى بينه وبين السندباد البحري،إذ لم يعد أحدهما  ساردا والآخر مسرودا بل صارا معا ساردين تحت غطاء واحد وينصهران في ذات واحدة هي ذات عبد العزيز الراشدي . وعليه إن ذات الكاتب في كتاب "يوميات سندباد الصحراء " مشتملة على ذوات متعددة منها ذات الأديب وذات الرحالة وذات الاثنوغرافي  على الرغم من وجود محددات وملامح طفيفة تميز بين هذه الذوات، فالرحالة مكتشف لأنحاء الأرض وواصف لأقوام البشر ومبرز لحقائق تاريخية عظيمة، و الاثنوغرافي يهتم أساسا بوصف طبائع البلدان وخصال أهلها وأسلوب حياتهم وعلى غرار هذا فالأديب قد يكشف ويصف، لكن الكشف كشف خيالي أكثر مما هو واقعي، والوصف وصف تعبيري أكثر مما هو تسجيلي،كما يبدو ذلك جليا مع الكاتب الراشدي من خلال كتابه السالف الذكر،سيما أنه كان يقف ما مرة يتأمل التناقض الحاصل بين البيئتين العربية والغربية والذي أجده مضمّنا في مجموعة من الأسئلة  تحضر في ثنايا الكتاب،ولعل هذا ما سأعرض له الآن بتفصيل
هوس السؤال:
        كثيرة هي الأسئلة التي تشد عضد النص وتقويه،وهي أسئلة طورا يكون الكاتب نفسه مصدرها وطورا يكون مصدرها عنصر آخر يشارك الكاتب وحشة المكان وهدهدته ثم عذوبته وهدأته .
وأغلب هذه الأسئلة لا يأمل الكاتب من طرحها تلَقِّي الجواب، وإنما الكشف عن جوانب معتمة، أو إبراز مفارقة عجيبة، أو للاهتداء أحيانا، وهو ما يعني أن  أغلب الأسئلة هنا غير حقيقية بل كثيرا ما تخرج عن المعنى الأصلي لتتناسب والحالة التي عليها الكاتب، أو المشهد الذي يحكي عنه، ومن تلك الأمثلة نورد على سبيل المثال لا الحصر:
ـ سألني الشرطي عن سبب زيارتي؟
ـ سألت العديد من الناس عن الطريق ؟
ـ وسألته بإلحاح المصاب بنوبيا التيه عن المحطة القادمة ؟
ـ وأقول لنفسي متى صنعوها ؟متى يعمل هؤلاء؟
ـ ماذا تقولين له ؟
لا مراء أن أهمية السؤال هنا  لا تكمن في كون الكاتب ليس اثنوغرافيا محضا يروم وصف عادات وتقاليد مختلفة لثقافة أناس معينين وإنما  باعتباره أديبا تضفي أسئلته على النص نسمة أدبية مائزة، الهدف منها إيقاظ الشعور والتأمل في مواطن الجمال في الطبيعية وكذا الكشف عن التفاوت الصارخ الحاصل بين بيئتين مختلتين في كافة المناحي، فضلا على أن توظيف السؤال على هذه الشاكلة يساهم في تكسير الزمن السردي،ويطرد الملل الذي قد ينساب إلى ذهن القارئ،و يكسبه طراوة ودينامكية تكشف عن عوالم النص الداخلية .

نشر بجريدة رسالة الأمة بتاريخ 2016/12/13 
عبد الواحد البرجي

كتاب: موطأة الفصيح، نظم فصيح ثعلب، مصورا ومسموعا، Pdf




الكتاب مصورا بصيغة PDF

  • عنوان الكتاب: متن موطأة الفصيح نظم فصيح ثعلب
  •  المؤلف: مالك بن عبد الرحمن بن المرحل المالقي الأندلسي
  •  المحقق: عبد الله بن محمد سفيان الحكمي
  •  الناشر: دار الذخائر للنشر والتوزيع
  •  سنة النشر: 1424 - 2003
  •  عدد المجلدات: 1
  •  رقم الطبعة: 1
  •  عدد الصفحات: 247


المصدر: المكتبة الوقفية



الكتاب مسموعا بصيغة MP3



:::: موطأة الفصيح - نظم فصيح ثعلب ::::
الوجه الأول من الشريط الأول1
الوجه الثاني من الشريط الأول2
الوجه الأول من الشريط الثاني3
الوجه الثاني من الشريط الثاني4
النظم كاملا5
المتن (( كاملا )) مقسماً إلى أبواب بصيغة MP36

ملحوظة : لتحميل الملف قم بالضغط بزر الفأرة الأيمن ومن ثم اختار حفظ باسم


المصدر: موقع المتون

ليسقط الجدار


لوحة أولى
لم يجالسها كثيرا، غير أنه في هذا اليوم مكث أمام الشاشة ساعتين كطفل يلعب بالتراب، وشدة السُهام تلحف جسمه الفتيّ، صورٌ كثيرة تناثرت أمام عينيه، أحيانا يلمحها صورا عادية وأحيانا مقعرة، وغير عابئ بوهم الصور وزيفها قرر أن يصعد إلى قمة جبل كليز، أخذ بحوزته قلم الأبنوس المفضل لديه وأوراقا بيضاء وصار يذرع الطريق إلى أن وصل قمة الجبل، ودون أن يريح جسده المتآكل من وعثاء التسلق، أدار ظهره للمدينة و نصب أمامه عودا مسطحا وتبث عليه لوحته الأولى، وشرع في رسم كاهن متقدم في السن، يجلس على أريكة مرمرية، يرتدي ثوبا حريريا مصلّب الأكمام والظهر والصدر، وعلى رأسه يوجد تاج مذهب، ويمسك مسبحة تنفلت من بين يديه خرزُاتها كما تنفلت من بين شفتيه تراتيل لاهوتية. يبدو غارقا في التأمل كما يحيل على ذلك عبثه بلحيته المنسدلة على عنقه...  توقف علي السَّامي عن الرسم وتأمل لوحته مليا، كان يتوسطها جدار أشبه بالسور العظيم، لم يرقه الجدار كثيرا فعدل هيئته وسحنته وجعل من خلفه أفراخا تزقّ ودمى تئنُّوكتب عليه باللون الأحمر جدار العزل العنصري.
لوحة ثانية
أخذ لوحة ثانية ووضعها مكان اللوحة الأولى، وقبل أن يشرع في الرسم تخيل أمامه شابين يسيران على الشاطئ، خارقين في أحلام الصّبا، وزرقة البحر تمتزج بسمفونية العناق، وغير بعيد عنهما يوجد طفل يقارب الخطو ويترصد فرصته ليبيع وردة حمراء للعاشقين اللذين تجاوزا تبادل الزهور إلى تبادل القبل... ولما أراد علي السامي أن يرسم ذلك على لوحتهوجد قلم الأبنوس مثلوما، فمزق لوحته ثانية وراح يفركها بيديه المتعبتين، وصورة شاب منزوع اليدين، ماسكا قلمه بشفتين سوداوين ليتعلم الرسم في العراء تتراءى له أما ناظريه...
لوحة ثالثة
لم يفكر  كثيرا فيما سيرسم ولكنه شرع في الرسم، من وسط اللوحة خط جدارا إسمنتيا يمتد طولا على مساحة لم يتسع لها حجم اللوحة ويرتفع نحو الأعلى لبضع مترات، مكتوب على ظهره بلون أسود عبارة "حاجز أمني؟ " وعلى وجهه دونت بعناية وبخط أحمر عبارة "الفصل العنصري"، وبجانب الجدار اجتمع أطفال ينتظرون أن يسقط الجدار ومن خلفهم نساء يزغردن كلما سقط أحد الصغار برصاص قادم من خلف ذاك الجدار، وفي أسفل اللوحة رسم على السامي جدارا آخر سمكينا تهاوى لوحده أو ربما أكلت أسّه الأرضة، وبالقرب منه نساء يزغردن لا لاستشهاد طفل وإنما لسقوط الجدار الذي فضح حارسه مُوشي حينما تملكه الفزع وانطلق هاربا نحو اللامكان، هكذا عانق علي الهواء مزهوا وهو يصرخ بأعلى صوته " ليسقط الجدار..."


عبد الواحد البرجي

السبت، 23 يناير 2016

افتتاحية المدونة



بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله المبدئ المعيد، الغني الحميد، والصلاة والسلام على صاحب الحوض المورود، والفتح المبين، وعلى آله وصحبه أجمعين. 

وبعد فهذه افتتاحية مدونتي: "مدونة عبد الواحد البرجي" التي أسأل الله تعالى أن  يجعلها منبع علم ومعرفة، وفضاء للإبداع والابتكار... وهي مدونة متنوعة تجمع في ثناياها ما هو تربوي ومعرفي وأدبي إبداعي نثرا وشعرا.
وأرجو أن تروقكم وتنال استحسانكم ورضاكم، وتغترفوا منها غرفا، ونسأل الله الأجر والقبول.

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونة عبد الواحد البرجي