الأحد، 22 أكتوبر 2017

سرود فيسبوكية 1: "نوال وأحمد" بقلم عبد الواحد البرجي





نوال وأحمد 
       كان بوسعها أن تقول له، لقد امحى طيفك من خيالاتي مذ غيرت رقم هاتفك، وأشعلت بداخلي نارا لاهسةً، وتركت السهوم يدغدغ عواطفي، أما الآن يا قاتلي فلا قيمة لعودتك.
ولمَ يا نوال؟
عواطفي يا عزيزي أحمد كبَّلْت فوهتَها بمدية فولاذية صَدِئة، وجعلت الشوك يتحلق بها...
لم أفهم كلامك يا نوال...
هذا أمر لا يحتاج إلى دليل، فكيف لمن لا يؤمن بجهنم أن يتخيل لهيبها الحار، فأنت لم تحبني يوما بصدق، فصعب أن تفهم كلامي عن العشق الذي سلبني الحياة..
باختصار، لقد زوجني أبي لكبور، أنا الان رابعة نسائه، لا يزورني إلا مرة في الشهر، وفي زيارته تموت أنوثتي، ويبكي جسدي، أحسه يكاد ينفجر، لكنه يدفن انفجاره إلى حين، كبور رجل عجوز، سلخ من العمر ستين سنة وزيادة، فمه فارغ إلا من أسنان اصطناعية رثة، وظهره مقوس...
نَظَرَت إلى أحمد، وجدته يبحلق في دمعة سقطت من محجر عينه وعلقت على قميصة الأسود...
قال لها يا عمري الضائع اغفري لي ذنبي...
قال والدمع يغالبه: لمّا سافرت إلى كازا يا نوال، كنت أتخيلك في السهو كما في الحلم و في اليقظة، ولأن العودة إلى القرية قبل مرور ثلاثة أشهر يعني فقدان الشهامة وجلب الشماتة أمام الأقران، فقد .... 
مرر قطعة قماش على عينيه، وأصدر تنهيدة عميقة، ثم أردف يقول: نمت يا نوال مع امرأة أكبر من أمي بسنتين وهي الان حبلى مني، ولذا غبت عن القرية كل هذه المدة، دفعا للفضيحة والقيل والقال..
أرادت نوال أن تنوح، غير أنها في الآخير كركرت وقرقرت وطخطخت بهستيرية، ونظرت إلى الأفق وهي تقول : زوجتك لزوجي وأنا لك ونزرع الحياة...
أخذ أحمد سيجارة ودخنها بعنف وهو يرى صورة ابنه تذوب مع الدخان ....


عبد الواحد البرجي

ليست هناك تعليقات :

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونة عبد الواحد البرجي