تلخيص الفصل
الثاني "تصنيف الأنواع" من كتاب
"الأدب والغرابة" لعبد الفتاح كيليطو
لمقال يلتجئ
الكاتب إلى المقاربة الأجناسية لتحديد مفهوم النوع داخل النظرية الأدبية . فيعرفه
بقوله: إن كل نوع يفتح أفق انتظار خاصا به [9]. كما أن كل نوع يتكون من مجموعة من
العناصر الثابتة قد تكون أساسية أو ثانوية فالنوع لا يتأثر بتغير المكونات
الثانوية على عكس المقومات الأساسية فهي التي تغير النوع وتخرجه من صنف إلى آخر.
ويخضع النوع للتصنيف والتقسيم حسب المكونات والسمات الثابتة والمتغيرة.
ويقترح الكاتب
تصنيفا للأنواع يستند إلى تحليل علاقة المتكلم بالخطاب إسناد الخطاب على النحو
التالي:
1- المتكلم يتحدث باسمه الرسائل الخطب، العديد من الأنواع الشعرية التقليدية ....
2 المتكلم يروي لغيره الحديث، كتب
الأخبار
....
المتكلم ينسب
لنفسه خطابا لغيره.
4- المتكلم ينسب لغيره خطابا يكون هو
منشئه هنا حالتان: إما لا يفطن إلى النسبة المزيفة فيدخل الخطاب ضمن النمط الثاني،
وإما يفطن إلى النسبة فيدخل الخطاب ضمن النمط الأول. وكمثال تذكر لامية العرب التي
أنشأها خلف الأحمر ونسبها إلى الشنفرى. ويمكن إرجاع الأنماط الأربعة المذكورة إلى
نمطين:
-1- الخطاب الشخصي
2 -الخطاب المروي
-1- بدون نسبة
2 -بنسبة
ا- صحيحة
ب- زائفة
ت- خيالية ( مقامات الهمذاني).
ج- قواعد السرد
يعتبر فلاديمير بروب الناقد الروسي أول من وضع تصنيفا بنيويا شكلانيا للحكاية الخرافية ومهد للدراسات البنيوية الأخرى التي وسعت منهجيته التحليلية لتطبق على السرد بصفة عامة والرواية والقصة القصيرة بصفة خاصة مع رولان بارت وكريماس وتلامذتهما. أما النقد العربي فمازال يقيد النص بالمرأة الاجتماعية والإيديولوجية على حساب النص وثوابته البنيوية.
ينطلق كيليطو من
نص مأخوذ من ألف ليلة وليلة قصد استخلاص القواعد السردية العامة لكل نص حكاني أو
سردي. فأثبت بأن الحكاية السردية عبارة عن أحداث أو أفعال سردية تنتظم في متواليات
سردية مترابطة زمنيا ومنطقيا. كما تخضع الأحداث المنطق الاختيارات والإمكانيات
المحتملة، أي إن السارد يمكن أن يجعل الحدث فعلا تحسينيا أو فعلا منحطا. كما أن
للسرد قواعد أساسية يمكن حصرها في تعلق السابق باللاحق وارتباط تسلسل الأحداث بنوع
الحكاية، وأفق الاحتمال والعرف ولاستخلاص هذه القواعد لابد من القراءة العادية (
من البداية إلى النهاية، والقراءة العالمة من النهاية إلى البداية). ولكن هذه
القواعد يمكن خرقها وتجاوزها بنصوص حداثية أخرى ، ولكن لا يعني هذا انتفاء القواعد
واندثارها ، بل هذا الانزياح يحيل عليها مادام هذا الخروج تم بانتهاك معايير
وقواعد تقعيدية موجودة فعلا في الظل أو السطح. فالرواية الجديدة التي ظهرت في
فرنسا إبان الخمسينيات انطلقت من قراءات البنيويين للقصة المصورة والشعبية والقصص
البوليسية فانزاحت عنها تجديدا وتجريبا كما انزاحت قواعد الأساطير الهندية الأمريكية
على ثوابت المتن الأسطوري الحكائي الذي جمعه كـ كلود ليفي شتروس ويعني كل هذا أن
السرد خاضع لمجموعة من القواعد التجنيسية التي تشكل ثبات النوع وكل خروج عن هذه
القواعد لا ينفيها، بل يؤكد وجودها واستمراريتها الفنية والجمالية.
ليست هناك تعليقات :
اضافة تعليق