الخميس، 23 يناير 2020

الشاعر مصطفى الخراز يكتب: " وقت الرجوع" ، "في تغبالت"، "حين تكلم الغزال"

 



حين تكلم الغزال

أكرم سيدي بما لك وبمالك.
أهمس في أعين الأنثى...
لا في أذنيها، لكي تسمعك!
فحين تكلم الغزال في صحرائه
أمطر الأرجاء زهرا مختلفا لونه.
منه ما سما في سماء فنزل
ومنه ما وسم سمة العبور، إلى الهنا...
إلى الجهة اليسرى، ذاك مربط العشاق.
نزل بردا لا سلاما، أحرق هياكل الثكالى.
أنظر في مقلتي غزال مصاب بالذهول
وسترى حربا واضحة بين غالب ومغلوب
ستبصر كل أحلامك بين يدي غزال طائش.
حين تكلم أشعل حربا بين فريقين.
فانتصر الذين أطالو النظرة لسنوات...
وانهزم المسرعون المتلعثمون خجلا

وقت الرجوع
 يأسرني هذا الغياب، هذا الضباب. 
يجعلني محط بقايا الحنين. 
يدفن أحلاما يافعة، ضائعة. 
حان وقت الرجوع... إ
لى الدفء العائلي الأسري الأزلي. 
حينما كنا نقابل أسوار الجامعة.
 نردد هتافات البوح جهرا، مكرا... 
حينما كنا نعبر وادي الطيور شغفا. 
نأخذ صور الذكرى بلا ذكرى...
نتسلق جبل " أوفلا " هروبا من الساحل
 نفتش عن بقايا ذاكراتنا بين الأحياء السكنية.
 فأجدها هنا ضائعة بين النخيل، شاردة... 
وفي الهناك تلهو بين كتبان رملية، باردة... 
حيث لا رجوع، ولا خضوع. 


في تغبالت 

يمتزج الصباح بالليل فتوشك الشمس على الهروب.
 إلى الهناك، إلى المنفى. 
حيث الرمال تغرق الموتى.
 ترهق الأحياء، الأقوياء... 
لا ثعلب يتثعلب أو يرغب. 
لا كلاب سوداء ولا بيضاء. 
لا هدهد يتهدهد أو يتلذذ. 
لا نسر يمثل دور الضحية... 
لا غزال يتغزل أو يتمايل.
 ليس هناك سوى قط يتقطقط يتغزل ويتهدهد ويتلذذ ويتثعلب.
 سوى فراشة بنية اللون. 
تلخص قساوة الرغد وبراءة الحنين.
 سوى بومة خجولة على أسطح المنازل.
 تراقب عن كثب، عن قرب، كل عجب. 
ليس هناك سوى منعرج تاغوليت...
 يشهد على كل ألوان المآسي والحسرات.
 ليس في تغبالت، سوى نخل شامخ. 
أرهقه الوقوف، فافترش الرمال.
 يودعنا كل حين، ينتحر من الداخل. 
يصور لنا حال اليوم، ومرارة الأمس.


مصطفى الخراز شاعر من قصبة المخزن، زكورة

هناك تعليقان (2) :

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونة عبد الواحد البرجي