السبت، 25 يناير 2020

" الثكنة رقم 4 " المبدع مصطفى الخراز

     

 

 

الثكنة رقم 4

       داخل الثكنة رقم 4 في الصباح الباكر من كل يوم، تنطلق المدرعات خارج الثكنة في اتجاه ساحة المعركة، كان الجو أشبه بموسم الحصاد، غبار وحرارة وملل ورغبة عارمة في الهروب إلى المجهول. فكان الصبر حليف الجنود في الحرب، كانت مهمتي آنذاك، مراقبة وصيانة المدرعات قبل خروجها من الثكنة، وفي إحدى أيام الهيجاء، وصلت مدرعة لم يبق فيها إلا الإطار الخارجي، انقلبت مرتين... وأنا أبحث فيها وجدت رسالة ملطخة بدماء جندي صغير السن، كان قبل مجيئه للحرب استقبل رسالة من خطيبته، تأكد له فيها مقدار الحب الذي تحبه، والوفاء الذي تكنه له. أخبرته أنها بدأت تستعد للزواج بعد عودته من الحرب، وأنها أعطت الخياط مقاس ثوب الزفاف الأبيض، لكن للأسف ستلبس الأبيض عند سماع نبإ مقتل خطيبها في الحرب. هكذا هو الحب المفقود في ساحة الحرب.

مصطفى الغراز، زاكورة

ليست هناك تعليقات :

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونة عبد الواحد البرجي