الاثنين، 3 سبتمبر 2018

رسالة مؤثرة إلى تلامذة المغرب من لحسن ازمران




رسالة الى عزيزي التلميذ ،
أود ان أتحدث إليك قبل بداية الموسم الدراسي بكل صراحة ووضوح بعيدا عن نفاق الشارع و فساد الواقع و أحلام اليقظة ومغالطة صورنا الذهنية عن الحياة والمدرسة .
أريدك أخي وأختي ، وأنا أخاطب فيك رجل الغذ وامرأة المستقبل ، أن تعي كل الوعي أن مستقبلك هو صنيعة يدك و عقلك و اجتهادك اليوم داخل مدرستك وجامعتك.
فالمدرسة مجتمعك و ملكك والأستاذ ليس عدوك. فاستاذك هو موجهك ومدربك و مصاحبك ومساندك ومسهل كل صعب عليك كي تحقق نجاحك ونجاحه ونجاح مجتمعك .
أ يعقل يا صديقي أن يكون العاقل ضد من يدربه و يحفزه على تحقيق حلمه و ضد من يعده لكسب معركة الامتحان والنجاح وتطوير كفاياته ومهاراته واكتشاف قدراته و ذاته ؟
أ يعقل يا صاحبي أن لا تستغل فرصة التميز والحصول على أعلى المعدلات والنقاط والتسلح بالمعرفة والعلوم واللغات في عالم لا يعترف ولن يعترف إلا بالمتميز و الكفء قبل فوات الأوان ؟
تعقل معي لوهلة و افتح عيناك وانظر حولك .فكر في مصير من لا يقرأ ومن لا يمتلك ديبلوما متميزا في مجالات معرفية متخصصة اليوم ، مصيره الهامش والبطالة والتهميش والضياع .
العالم تغير يا حبيبي وتغيرت حاجيات سوق الشغل، لذلك لا يجوز لك ، لا علميا ولا شرعا ، أن ترى العالم بنفس رؤية والدك أو جدك أو رؤيتي انا.
عالمك سيكون عالما مختلفا تماما مما يفرض عليك إعداد نفسك للتأقلم مع واقع جديد يفترض فيك القدرة على استثمار معارفك ومهاراتك و طاقاتك في وضعيات عملية وحياتية جديدة.
تصور نفسك ستواجه بطل كراطي صيني أو ملاكما يابانيا بعد خمس أو عشر سنوات. وتلك المواجهة ستحكم على نجاحك أو فشلك ، هزيمتك أو انتصارك ، هل ستضيع وقتك في النوم واللعب والكسل ومشاهدة الأفلام و الأغاني ؟
أعتقد أنك ، وإن كنت مكانك مثلي ، سوف تبدأ في إعداد عدتك وتدريب نفسك و تقوية عقلك وجسدك والاستثمار في اكتشاف قوتك و تقوية عضلاتك استعداد لنزال خصمك الصيني و الياباني والأمريكي.
ستعاني الآن ، ستتعب ، ستسهر ، ستبحث عن مدرب قوي يعدك لتحقيق الانتصار و النجاح في مهمتك وتحقيق حلمك و إسعاد نفسك ، اهلك ومجتمعك.
المدرسة هي هذا المعسكر التدريبي الذي يجب أن تكون ذكيا في استغلال وقتك و فرصة التواجد داخل المدرسة والجامعة لإعداد نفسك علميا ومعرفيا وتقنيا و تكنولوجيا وتواصليا ولغويا وفنيا لتكون بطل الغذ.
تذكر جيدا أن الأحلام جميلة على سرير النوم ، لكن النوم لا يحقق الأحلام. وحده الجد والاجتهاد والمواظبة والصبر و التركيز والرغبة والعرق هو من يحقق الاحلام.
ابحث في اليوتوب حول قصص كل الناجحين ، في الشرق والغرب ، واستمع لقصصهم و استفد من تجاربهم. لن تجد ابدا من ينصحك بالنوم والخمول والتكاسل ورفقة الأشرار و أصدقاء السوء و والإدمان.
كلهم يحثونك على ضرورة الدفاع عن حلمك و التضحية بالتلفاز و اللعب المبالغ فيه و محاكاة التافهين من أشباه فنانين ومغنين و لاعبين. ستسمتع لاحقا بكل تأكيد.
قد ينجح فنان واحد ، لاعب واحد ، ممثل واحد لكن لا يمكن بناء حياتك والنجاح اذا كان نموذجك رشيد شو و سعد لمجرم و رعد لمشرد و خديجة الواشمة و فاطمة المبلية ورقية المحنية و فريد المعكر.
انقذ نفسك بنفسك و أعد نفسك لغذك و خطط مصيرك واختر خريطة طريق حياتك باكتشاف قدراتك و ضع لك أهدافا و تأكد ان الحصاد يحتاج إلى زرع و صبر، حصن سفينة حياتك بإعداد عقلك وجسدك وروحك للنجاح.
فالعالم يحتاج إلى قدراتك ومساهمتك في تغييره وتطويره. أنت إنسان مهم وله طاقات دفينة تحتاج إلى الاكتشاف. فكن وفقك الله عاقلا ، واجعل طلب العلم غايتك على الأقل ما دمت في عمر التمدرس كي لا تضيع هذه الفرصة من بين يديك.
وتأكد معي أن الدموع لن تفيد بعد غرق سفينة حياتك و أن الندم لن يفيد إذا وقعت الواقعة. هناك أمل وهناك فرص وهناك أحلام. فقط يجب أن تكون شجاعا وأن لا تهزم نفسك قبل مواجهة خصمك.
فالمجتمع ينتظر عطاءاتك والعالم ينتظر إسهامك و وحدك مسؤول عن نجاحاتك أو اخفاقاتك. هذه فرصتك لتغير رؤيتك لذاتك وحياتك.
فلندافع جميعا عن مدرستنا ولنجعلها فضاء ينبض بالحياة والنشاط والإبداع بعيدا عن سرطان الإدمان، الجريمة والكسل و العنف وقتل الأحلام.
ولنتصالح مع ذواتنا و نضع أيدينا في أيدي مدرسينا لنحقق نجاحك ونجاحنا ولنثبث للمدافعين عن الفشل واليأس بأن كل صعب على الشباب يهون وأن المجتمع هو الذي يفسد المدرسة وليست المدرسة هي التي تفسد المجتمع كما يروج مشجعي الفساد.
في الأخير أتمنى أن تنضم إلى فريق أهل الأمل والحلم و أهل العلم والخير وأكيد سيتغير عالم غذك وغذي.
وفقكم الله.
منقووول عن الأستاذ لحسن ازمران

ليست هناك تعليقات :

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونة عبد الواحد البرجي