الأحد، 21 يناير 2018

هل تمخض الفأر فولد الليشمانيا أم تمخض المسؤولون فولدوا فأرا !؟



ما الفرق بين من تحاصرهم الثلوج في الجبال ومن يعتصرهم وباء الليشمانيا في قفار الجنوب؟ أليس من عانى الويلات وتألم في الليل والنهار ومن تفتت جلده وتعفن في مسيس الحاجة إلى مستشفى عسكري عاجل، ألا يستحيي المسؤولون وهم ينظرون إلى ندوب الليشمانيا تقصم العظام وتمصمص لحم الصغار حتى القرار، وتملأ الوجوه من كل جانب وتوغر الأظافر في الأيادي والسيقان والصدوغ ورغم ذلك يلوون أعناقهم ويتحدثون بلكنة ذابلة وبرودة ثلج، ثم بكل فتور وشماتة يطمئنون الضحايا، بأن ما يحدث لا يدعو للخوف...
فهل تمخض الفأر فولد الليشمانيا أم تمخضت الدولة فولدت فأرا !؟
في برنامج بثته القناة الثانية حول داء الليشمانيا الفتاك بمدينة زاكورة، عزت الدولة المرض إلى الفأر وألصقت به تهمة لا يقدر جسمه النحيف على حملها ولو إلى حين، فما أخبل الفأر وما أفشله، فقد عجز عن دفع الشماتة ولو ببلاغ كاذب، أو يخرج وسط النهار ويلوي ذيله مثل العقرب، فنحن على كل حال في الجنوب نعرف العقارب حين تثور، فما أقبحك يا فأر، عفوا يا سيدي، فهل عجزت الدولة على إقبارك أو إعدامك؟ ألا يمكن أن تخدرك أو تنومك ولو بحبات أو غبار أبيض كغبار الفقر والجوع والتهميش والاقصاء الذي يقص صلبنا في الجنوب كل يوم؟ فما أتعسك يا دولة! أ إلى هذا الحد سرنا عديمي القيمة كجراء بها جرب، ألا يكفي أن القدر ساقنا إلى العيش في الجنوب حيث الصيف ممتد ما بعد فصول على حد تعبير حجازي...
فما أتفه المسؤولين وما أذلهم! ألم ينظروا إلى داء الليشمانيا وما فعل بنا؟ فهل أذكركم مثلا رغم أن الذكرى لا تنفع المسؤولين... يكفيكم أن تنظروا للصور التي تملأ المواقع الاجتماعية لتروا حجم المعاناة، فلم تنكئوا الجراحات بدل أن تضمضوها...
قيل لنا ان انحباس المطر سبب لكل المعاناة، فهاهو المطر بلل الأنفاس وكشف عن زيفكم وكذبكم، فهل عجزتم عن قتل الفأر يا سادة ويا كرام !!!!!


ليست هناك تعليقات :

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونة عبد الواحد البرجي