الأحد، 4 سبتمبر 2016

(من نهار الأول تيموت المش) خاص بالأساتذة الجدد






إذا أراد الأستاذ أن يسعدَ في قسمه طوال العام وينتظر بشوق أن ينبلج الصبح ليداعب الطريق منتشيا نحو قسمه، فعليه أن يتأمل الآتي (حسب تجربتي الشخصية ...)
كن حريصا على أن تجعل أول لقاء لك مع التلاميذ لقاءً تعاقديا تواصليا:
تعاقديا: قسم السبورة الى ثلاث خانات، واكتب في الخانة الأولى حقوق التلاميذ واسأل التلاميذ عن مرادهم من المادة التي ستدرسها ومن الأستاذ الذي سيدرسهم وكن حريصا على أن تسجل ذلك في السبورة، ثم انتقل الى خانة الواحبات وغير نبرة صوتك قليلا بكل حزم وعزم واكتب فيها كل ما من شأنه أن يجعل العملية التعليمية تمر عادية، ولا تنس أن تشير الى :

  • الوقت : الوقت الذي يسمح به في التأخر قبل الدخول الى الحصة
  • الواجبات: اجبارية المشاركة  في الاعداد القبلي، وضرورة احضار المقرر الدراسي وباقي اللوازم...
  • الموظبة: الزام التلاميذ باحترام حرمة القسم؛ وذلك بتجنب الهمهمة والحوارات الثنائية وعدم مغادرة الأمكنة دون إذن و تجنب قول أستاذ أستاذ بصوت عال واختيار مقعد واحد للجلوس طيلة السنة، وتفادي الغياب، و.........
أما الخانة الثالثة فاجعلها دائما هي الطرف الأخير من السبورة من جهة الباب وسميها اللائحة المسودة ولا تكثر حولها الكلام فالسجن لا يعرف خباياه إلا من دخله، لذلك لا تشرح التفاصيل فالشياطين تسكن فيها كما يقال، وأخبرهم أنه من لم يحترم التعاقد فسيدخل إلى اللائحة المسودة، ومن أراد أن يكتشف ثناياها فليخرق العهد الذي بنيناه، غير أنه أيها الأستاذ المحترم لا تكن غافلا عن أمر هام جدا، وفحواه، أن التلاميذ أذكياء إلى حد بعيد، فكن متيقنا أنهم سيعملون على تطبيق مقولة (من نهار لول تيموت المش) وستختبرون قدرتك وعزمك في تطبيق بنود التعاقد، فإن بدت لهم الصرامة في تطبيق ذلك، كافك الله شرهم، أما إن رأوا الشطط واللامسؤولية والعبث والتردد و... فيرحمك الله يا أستاذ... ولأجل حاجة في نفس يعقوب عليك أن تتعامل بالرأفة مع الضحايا الأوائل وكن صارما مع أول من أخلّ ببنود التعاقد، شريطة أن لا تسب ولا تتعصب ولا تضرب، فعندك من المهارات ما يكفي لردع مثل هكذا سلوكيات.. وحتى لو عاقبت أحدا منهم فلا تقل لهم أنه دخل إلى اللائحة المسودة، بل اكتف بالتنبيه إلى أنه حام حولها دون أن يقع فيها، وأما طاله من عقاب هو بعض من لهيبها الحارق. وإياك أن تدخل أحدا إليها ممهما كان الأمر...هههه
تواصليا: قديما علمونا مقولة فيها من الحسن والطراوة ما فيها وهي ( قوة بلا عنف ولين بلا ضعف) لذا امسك العصا من الوسط وكن تواصليا مع جماعات أقسامك دون تمييز أو عنهجية مفرطة، واعلم أن كل تلميذ يجلس عندك على مقعد، يجر خلفه ثقلا من الهموم النفسانية والاجتماعية و.... فلا تتعجل في أخذ التمثلات السلبية عن التلاميذ وكن أيضا، أنت مركز الاستماع والوساطة التربوية لهم، وعلمهم الحوار واحترام الآخر ومختلف القيم النبيلة ....
والله الموفق في كل أمر ..
تحيات عبد الواحد البرجي ....

هناك تعليق واحد :

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونة عبد الواحد البرجي