الثلاثاء، 17 مايو 2016

القاص جواد السراوي يكتب "وفجأة يقلعون"



وفجأة يُقلعون ...
فاتحةُ 2016، كانت أيضا ترسم ألوانا مغايرة. يرتشف دخان الكلمات و يضع نقاطا أساسية حول  "مناهج الأدب العام "، وإذا بأخبار الموت تخدشه. يرن الهاتف من تحت سترة متآكلة، يجيب بلهفة، تنسل من وراء أسلاك الهاتف عبارات التعزية و المواساة، و أن لله ما أعطى و لله ما أخذ. يذرف على عجل دموعا مالحة، ثم يمسحها كصغير اشتاق لأمه، أو كطفل أطلقوا النبال على بالوناته. يمرر شريطا مكثفا يستحضر فيه أفضال الفقيد، تحضره أبيات حماسية لدرويش، ثم ينفر من أغاني فيروز التي تدغدغ هؤلاء الحاضرين.
يعود إلى طاولته ممسكا همومه، جامعا مناهجه ودفاتره، أحس ما مرة بأنه سيغمى عليه، يأخذ شربة ماء، يتيه بين السطور والحضور. يقيم بنبضه المتراخي هؤلاء الذين ينفثون صباح مساء، ولا ينفك بزفرة تأملية تلتها حسرة خماسية.النادل لحسن لم ينتبه لأمره، لأنه غارق في تحضير " نص نص" ورص الطاولات و تنظيفها من بقايا السجائر. وهو لم ينس أيضا عد رجالات بلاده الذين يقلعون، دونما توصية بالرحيل خلا بعض الإيماءات التي تركت في دواخله إحساسا بالطمأنينة تجاه فقيد اللحظة. هذا الذي هاتفه في أواخر 2015 ناسيا أن 2016 ستلفظه في عز شبابها، أو بالأحرى، في فاتحتها. أصبح أكثر إدراكا بأن الموت مجرد رقم، تذكر رقم " مبارك" و رقم "جده " و أرقام أخرى .. وها هو ذا يأتي اليوم رقم جديد، لعبة الأرقام إذن ...

ليست هناك تعليقات :

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونة عبد الواحد البرجي