السبت، 19 مارس 2016

"شجاعة رجال الوقاية المدنية" قصة قصيرة للتلميذة سهام مساعد




 كانت مريم تطل على الشارع من نافذة البيت، ففوجئت بما رأت، وصاحت مذعورة:
أمي ...! أمي ...!
ـ ألا تسمعين هذه الأصوت غير المألوفة في الشارع ... ؟
ـ إنه حريق مهول في إحدى العمارات المجاورة... الدخان كثيف ... وألسنة اللهيب تتراقص، أقبلت الأم مسرعة ورفعت الستار عن النافذة وأخرجت رأسها وهي تقول:
 يا له من حريق! ثم شرحت تدعو الله أن يحفظ السكان من كل أذى.
مهلا، مهلا يا أمي اسمعي هذه الأصوات القادمة من بعيد.. إنها بلا شك لرجال الوقاية المدنية ... وفيما كانت جموع الناس الخائفة تركض وتصيح، كان رجال الإطفاء قد وصلوا للتو، شاقين طريقهم بسيارتهم الحمراء التي تملأ القلوب فزعا بأصوات أبواقها المزعجة. وقفت سيارة الإطفاء أمام المبنى ...، فنزل منها الإطفائيون وهم يرتدون بدلاتهم الرسمية، ويضعون على رؤوسهم خوداتهم الفلاذية، ووسطهم مشدود بأحزمة عريضة.
 فقالت مريم التعجب يبدو جاثماعلى وجهها: ما أسرع رجال المطافئ! إنهم يثبتون السلالم ويتسلقونها بخفة، ويواجهون النيران القوية بخراطيم المياه، وهذا كله بنظام وانتظام.
عجيب...

 لقد استطاعوا اخماد النيران  وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ... إلا أن سمعنا صيحات عالية، واستغاثات متوالية ... ثم ظهرت من إحدى النوافذ امرأة  تحمل بيديها طفلا صغيرا وتضمه إلى صدرها، حيث خيم الحزن على الجميع، وصمت الكل... وانهمرت الدموع  اشقاقا لمنظر الأم وابنها،  وبينما هما كذلك ، شوهد رجل الإطفاء يصعد السلم بجرأة وبقوة،  وتمكن من انقاذ الأم وطفلها وسط تشجيع الناس الحاضرين وتصفيقاتهم.
(سهام مساعد تلميذة في الثانية باكالوريا آداب)

ليست هناك تعليقات :

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونة عبد الواحد البرجي